للمدينة المنورة مكانة عظيمة وخاصة جدًا في نفوس كل المسلمين، ثاني المدينتين المقدستين، وأطهر البقاع بعد مكة، والتي شرفها الله بأن تكون مثوى سيد الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. في كل عام يزداد عدد الزوار والمعتمرين والحجاج قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يُخفى على أحد الضغط الشديد والزحام الكبير الذي لا تصفه كلمات، وإنما تُعبِّر عنه الصورة التي تُنقل على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية، ويعلم مدى وصعوبة الحركة في المنطقة المركزية وحول الحرم أهل المدينةومكة. سكان المدينتين المقدستين يؤثرون على أنفسهم ضيوف الرحمن طوال شهر رمضان وفي أشهر الحج، ولكن في يوم عظيم مشهود كيوم ختم القرآن ومشهد صلاة العيد يحب أهل المدينة خاصة أن يؤدوا الصلاة في مكان هو الأقدس والأشرف على وجه الأرض، فالأجواء الروحانية التي تعبق المكان في رحاب مسجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لا تضاهيها متعة في الوجود كله، حين ترتفع الأصوات بالدعاء والتأمين على دعاء الإمام يستشعرون أن نبيّهم بجوارهم يسمع ما يقولون، ويرد عليهم السلام، كما أخبرنا بذلك، والله إنها لحظات بالعمر كله، تكبيرات العيد التي تسمع من منابر الحرم لها أيضًا وقع في النفس جد عظيم، هذه مشاعر تفيض إيمانًا وروحانية كبيرة لا تُعبِّر عنها حروف تسطر على ورق. لأهل المدينة رجاء حار وعاجل إلى القائمين على شؤون الحرم النبوي وتخطيط المنطقة المركزية بأن يعملوا على استحداث طرق مواصلات تكفل لهم الوصول بسلاسة ويسر وحرية حركة مرورية من وإلى الحرم النبوي الشريف، كم بلغ الشوق مداه من قبل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لأن يؤدوا صلاة في مسجد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والذين تعذر عليهم الوصول إلى المنطقة المركزية بيسر وسهولة. وما يحدث في المسجد النبوي والطرق المؤدية إليه يحدث كذلك عند مسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى والذي يحب أهل المدينة الصلاة فيه في الأيام المباركة وختم القرآن وصلاة العيد أيضًا، ولكن تبقى مشكلة المواصلات وسبيل الوصول في أوقات الذروة صعب للغاية حيث تعذر وصول السيارات إلى بوابة المسجد يوم ختم القرآن مما شكل عائقًا كبيرًا على كبار السن. هل نحلم بإنشاء واستحداث (محطة مترو) وفق أحدث المواصفات العالمية نحتفل بها مع العالم كله تحقق لنا سرعة وحرية في الحركة لتنقلنا إلى حيث تهوى الأرواح وتشتاق ما بين المسجد النبوي وبقيع الغرقد إلى مسجد قباء ومسجد القبلتين ومسجد الميقات وإلى كل معلم وأثر إسلامي شهد حدثًا في تاريخ أمتنا المجيدة إلى جبل أحد حيث موقع الغزوة والجبل الذي يحب رسولنا ويحبه وإلى قبور شهداء أحد وسيد الشهداء حمزة نسلم عليهم وندعو الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته، نأمل أن نرى هذا الحلم حقيقة تزامنًا مع اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م. الأمل معقود والرجاء موصول بالله أولًا، ثم في مقام سمو أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد أيده الله بتأييده، وجعل كل الخير على يديه للمدينة وأهلها المحبين له كثيرًا، ويعلمون جيدًا مقدار حبه لهم ولمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.