دافع الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي عن الرائين لهلال شوال، بعد أن أثيرت قضية التشكيك في صحة الرؤية، وتناقل الحديث ما بين الفلكيين والشرعيين، معرّضًا بمَن قام بانتقادهم، ومجددًا القول بصحة الرؤية المشاهدة لهلال شوال، وموافقتها للسنة النبوية، وللعلم الفلكي. وأكد بن منيع أن رؤية هلال شوال كانت صحيحة وسليمة، ومتفقة مع العلم الفلكي، ومع المقتضى الشرعي، ومع كذلك ما قاله صلى الله عليه وسلم: (الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون). وطالب بالكف عن التشكيك والترددات التي تسمع هنا وهناك، مشيرًا إلى أن الرؤية صحيحة، وأن القمر تخلّف عن الشمس، وأن الشمس قد غربت قبل القمر، ولكن لا يمكن رؤية الهلال، أنه قول غير صحيح، متسائلاً بقوله: لماذا لا يمكن رؤيته؟ وهل نحجر على رب العالمين قدرته الباهرة الشاملة المتناهية على أن يعطي بعض عباده قوة الإبصار ما يعطيهم؟ مشيرًا إلى أنه قد رأى هو وغيره في كثير من الأمور مثل ذلك، مؤكدًا بأنه وبناء على ذلك، فالرؤية -ولله الحمد- رؤية شرعية، متفقة مع العلم الفلكي، والشهادة شهادة منفكة عمّا يكذبها، فهي شهادة صحيحة معدلة، وهي صادرة ممّن هم معروفون بقوة الإبصار، ورؤية ومتابعة الهلال في هذه السنة، وما قبلها من السنوات الماضية، معتبرًا أولئك الرائين معروفين بالصلاح والتقوى، لا يبتغون من وراء متابعتهم ومشاهدتهم للهلال إلاَّ الاحتساب، ومرضاة الله تعالى، والأجر، وخدمة للإسلام والمسلمين، وليس لهم في ذلك شيء مقابل لرؤيتهم ومتابعتهم للهلال، حتى يُقال فيهم ما يُقال من طلب مادي ونحو ذلك. وقال عن أولئك الرائين للهلال: هم يلاقون من الناس المشككين والمستنكرين للرؤية وغيرهم ما يلاقون، ولكن الله سبحانه وتعالى معهم -إن شاء الله- راجيًا من الله تعالى أن يجزل مثوبتهم على ما يقومون به خدمة للإسلام والمسلمين، مؤكدًا مرة أخرى أنه لا يتردد أي تردد ولا شك في أن الرؤية رؤية صحيحة، وأن المسلمين قد عيّدوا عيدًا سعيدًا لا غبار عليه، ولله الحمد، ولا قيمة لأي قول يعني التردد في قبوله، مكررًا بأن القول بأن الرؤية لا تقبل إلاّ إذا كانت ممكنة، قول غير صحيح، مستشهدًا في ذلك بما ذكره مجموعة من أهل العلم الشرعي منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- له في مجموع الفتاوى في الجزء ال(25) في رسالة الهلال أكثر من (10) صفحات كلها تتحدث عن انتقاد اشتراط إمكان الرؤية، وكذلك الشيخ أحمد شاكر، وهو رجل من علماء المسلمين ومن رجال الحديث -رحمه الله- يتحدث في رسالة له في الهلال، ويقول: إن القول بإمكان الرؤية قول ساقط، فإذا تمت الرؤية، والحال أن الشمس قد غربت قبل القمر، ولو بلحظة، فهي رؤية شرعية مقبولة. وطمأن الشيخ ابن منيع في ختام حديثه الجميع بأن عيدنا عيد صحيح، راجيًا من الله أن يختمه بالقبول والسعادة.