كانت الخطط الموضوعة لتوسعة المسجد النبوي الشريف منذ الثمانينات الهجرية هي ايجاد ميادين واسعة حول الحرم الذي يعتبر القطب والمركز للبلدة الطاهرة فلقد كانت الشكوى دوماً من ضيق بعض الحارات الملاصقة للمسجد وخصوصاً من الناحية الشرقية ، وبعد التوسعة الكبرى للمسجد والتي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز-رحمه الله- تطلع الناس أن تتحقق تلك الأمنية وأن يتم البناء على أطراف المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف وأن تشمل المساحة غير المبنية ميادين تحمل زخم المدينة القديمة من زرع لشجرة النخيل التي لم تعمل أمانة المدينة للأسف الشديد على المحافظة عليها أسوة بمناطق أخرى من بلادنا الحبيبة ، وإعادة بناء المكتبات الوقفية التي تمت ازالتها وفي مقدمتها مكتبة عارف حكمت والتي يوجد بها ما يقرب من خمسة الاف مخطوط وكان يفترض أن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف–بواجبها هي الأخرى في الحفاظ على الآثار الشرعية والمكانية التي تشكل بعدا هاما لدى زائر البلدة الطاهرة ، كما كان يفترض أن تقوم شركة طيبة بدورها في ايجاد مسافات كافية بين هذا الكم الكبير من العمائر والأبراج التي أضحت متلاصقة إلى درجة تذكر بالشكوى القديمة بمعنى أنه حصل تغيير في الشكل –فقط- دون تحقيق التطلعات الجوهرية. في موسم العمرة والزيارة في هذا العام وخصوصا في شهر رمضان المبارك ارتفعت أصوات بالشكوى من نقص في بعض الخدمات مثل ايجاد مراكز صحية يلجأ اليها المرضى فالمستوصف الموجود من ناحية باب جبريل لم يكن قادرا على استيعاب قاصديه كما كانت هناك شكوى أخرى من العطل الذي أصاب بعض دورات المياه المحيطة بالمسجد وبطء خدمات أخرى كتلك المنوطة بالدفاع المدني ، نعم إن الأعداد القادمة للزيارة كبيرة ولكن هذا لا يحول دون تطوير المنطقة المركزية واعادة النظر في بعض مشاريعها.