لا شيء يشكل ثورةً حقيقيةً غيرت مفاهيم الإنسانية وأظهرت تغيرات اجتماعية وتجارية واقتصادية بالجملة كما فعل «الأنترنت» في حياة البشرية ، «الأنترنت» لم يكن مجرد وسيلة ترفيهية ولم يبدأ حقاً إلا كمشروعٍ جاد من وزارة دفاع الولاياتالمتحدة ، في حين أن ظهور البريد الإلكتروني والشبكة العنكبوتية ساهم بإحلال عالم افتراضي موازٍ للعالم الحقيقي من كل النواحي : العمل ، الترفيه ، المجتمع الإنساني الافتراضي أيضاً . وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون أن «الأنترنت» هو مجرد وسيلةً ترفيهيةً أخرى ، فقد أثبت الإنترنت بتطبيقاته المتعددة والمتداخلة معه أنه سيظهر عالماً جديداً مختلفاً من كتب إلكترونية وإعلام جديد بديل عن الإعلام التقليدي –وأكثر سرعةً منه - ..الخ ، فصحيح أن «الأنترنت» يستخدم حالياً للترفيه لكن ترفيهه ليس منفصلا تماماً عن العلم والعمل بل متداخل معه ومتكامل ، إن كنت تريد تعليماً ناضجاً وعملاً مبدعا فيه جانب خلاق فيجب أن تمزجه بالترفيه والحرية وإلا تحول لروتين قاتل تماماً . في الجامعات السعودية والمدارس وكافة القطاعات التعليمية الأخرى –وبالطبع قطاعات غير حكومية أيضاً- لا يتم توفير الإنترنت بشكلٍ مجاني أو حتى غير مجاني ، ولا توجد شبكات لاسلكية يمكن الاتصال بها . كانت خطوة جيدة حينما قامت بعض الجامعات بتوفير الأنترنت لأعضاء هيئة التدريس والإداريين في حين لا تزال هذه الخطوة لم تخطها عدد من الجامعات الأخرى ، أما الطلاب والطالبات الجامعيون فلايزالون يعانون من عدم وجود «الأنترنت « وشبكاته اللاسلكية في الحرم الجامعي . بعض المكتبات الجامعية توفر حواسيب الكترونية مع أنترنت مجاني ولكنها تمنع تصفح البريد الإلكتروني أو الدخول لأي مواقعٍ الكترونية أخرى -خصوصاً المواقع الترفيهية- وتلزم المترددين والمترددات عليها بتصفح موقع الجامعة فقط وهو الذي يثير تساؤلاً : لماذا يُمنع تصفح مواقع الصحف والمجلات والأخبار العالمية ؟ في حين أن المدارس الحكومية أيضاً لا توفر أي شبكاتٍ لاسلكية للاتصال بالأنترنت ، و بل وتمنع بعض المدارس الطلاب أو الطالبات من استخدام أي معامل للحاسوب في خارج أوقات الحصص الدراسية. «الأنترنت» لم يعد ترفاً للشعب السعودي ، بل هو نمط حياة متكامل إلزامي لمن يعمل أو يدرس أو حتى يريد بعض الترفيه البريء منه ، و «الترفيه « في أماكن العلم والعمل في لحظات الاستراحة مهم كي يستطيع الطالب أو الموظف العودة لمواصلة يومه بنشاطٍ وحيويةٍ . الخطوة واحد من مائة نحو التعليم الإلكتروني هو أن تصدر «وزارة التربية والتعليم « و «وزارة التعليم العالي» أمراً بتوفير شبكات لا سلكية مقابل رسوم زهيدة الثمن يدفعها من يريد الاتصال ب»الإنترنت» من الطلاب والطالبات أو الموظفين أو الإداريين ، «الأنترنت « هو الطريق للتعليم بالفيديو والكتاب الإلكتروني والواجبات الإلكترونية ووجوده أصبح (ضرورياً) في كل نطاقات التعليم الحكومية .