قَبل أشهر تَلقيتُ دَعوة كَريمة مِن وزَارة التَّعليم العَالي، لحضُور افتتَاح مَبنى المُلحقيّة الثَّقافيّة في أمريكَا، ولَكن لظَروفي وانشغَالي اعتذرتُ عَن الحضُور، ولَم يَيأس مَنسوبو الوزَارة –بَارك الله فيهم- مِن حضُوري، فأكرَموني بدَعوة أُخرى، لافتتَاح المُلحقيّة الثَّقافيّة في فَرنسا مُنتصف هَذا الشَّهر، ويَا رَب تَسمح ظرُوفي لحضور هَذا الاحتفَال..! والحَقيقة كَم كَانت النَّفس تَتمنَّى الذِّهاب إلى أمريكَا، لتَلتقي بَعض الزُّملاء المُبتعثين، ولتَوثيق العَلاقة بالمُلحق الثَّقافي -هُناك- سَعادة الدّكتور «محمد بن عبدالله العيسى»، الذي تَنَاقَلَت الرّكبان عَنه كَلاماً طيّباً كَثيراً، ولَكن -ومَا بَعد لَكن مُر أحياناً- مُنذ أشهر بَدَأت الأصوَات تَرتفع، والشَّكاوي تَتداعَى مِن هُنا وهُناك، حتَّى أنَّني قَرأتُ -في إحدَى المُنتديات- أنَّ الطَّلبة تَنادوا بعَمل مُظاهرة -في هَذا الشَّهر- أمام المُلحقيّة احتجاجاً عَلى أدَائها، ونَظراً لمَكانة الدّكتور «العيسى» وخبرته الطَّويلة؛ فإنَّني أثق بأنَّه سيُدير الأمور ويُتابع الخَلَل وجَوانب النَّقص، وحتَّى تَكون الأمور وَاضحة أكثَر، هَذه رسَالة كَريمة تَلقّيتها مِن بَعضهم، وغَيرها كَثير ممَّا يَطفح بهِ الإيميل، ويَرتوي مِنه الفيسبوك..! تَقول صَاحبة الرِّسالة: (أستاذي الفاضل: لأني أثق في طرحك، أتمنى منك طرح مشكلة تواجهني، وتواجه الكثير من الطلاب المبتعثين إلى أمريكا، من إهمال صريح من الملحقية الثقافية يفوق كل الوصف.. بدأ مسلسل ذلك الإهمال منذ انتقال الملحقية إلى المبنى الجديد في مايو الماضي، والذي أعتقد أنه مصاب بلعنة الفراعنة. ابتداء من شهر يوليو وإلى الآن والملحقية في دهاليز الظلام، لا تدري كيف تتواصل معها، يتحججون بالبوابة الإلكترونية لتقديم الطلبات، ولكني أعتقد بأنها أكبر من ثقافة العاملين بالملحقية بكل أسف، والدليل ما حصل مع أخي حين تقدَّم بطلب نقل، وجلس ينتظر الرد أكثر من 17 يوماً، وبعد ذلك يأتي رد بارد مفاده: (الطلب مرفوض بسبب اكتظاظ الطلاب)، ولسان حالي يقول: لماذا 17 يوماً..؟! فلو كتبوا كل يوم حرفا فقط لكان أسرع. أن أتواصل مع مشرف الدراسة لمدة شهر، واتصل عليه شخصياً ولا يرد على المكالمات، أو على الماسجات الصوتية، ولا على الإيميلات فهذا قمة القهر. أن يرسل أخي عشرات الإيميلات إلى الملحقية؛ ولا يجد أي رد من جميع المسؤولين، فهذا دليل على أن: من أمن العقوبة أساء الأدب. أن تتصل على جميع مكاتب المدراء؛ ومكتب العميد يومياً، عشرات المرات، ولا تصل إلى أي رد، لدرجة أن مسؤول السنترال أصبح لا يرد على أحد، بسبب ضغط المكالمات، وأصبح يُحوِّل المكالمات على صندوق البريد الصوتي، الذي يرد عليك بكل تبجّح بأن البريد ممتلئ، ولا يمكن استقبال رسائل أخرى، هنا قمة الاستخفاف بنا والإهمال. أن يظهر الملحق الثقافي في الإعلام -في ديسمبر الماضي- وبالتحديد في جريدة الرياض، ويُصرِّح بأنه يصله تقرير يومي بإجمالي عدد المكالمات «المرسلة والمستقبلة والمفقودة» من كل موظف، ليُظهر للجميع بأنه متابع بشدة، ولكني متأكدة أنه تناسى أن يُقدِّم تقريرا لنفسه، ليعلم كم إجمالي المكالمات المفقودة من الملحقية، ومن مكتبه شخصياً في الشهر الماضي. أرجو أن يتم طرح هذا الموضوع، الذي يهم أكثر من 60 ألف مبتعث في أمريكا.. مع قبول خالص الود والاحترام). حَسناً.. مَاذا بَقي..؟! بَقي القَول: هَذه إحدَى الرَّسائل، أنشرها كَما وَصلتني، مَع التَّحفُّظ عَلى الرَّكاكة اللغويّة التي تَعتريها، وأنا أنشرها –هُنا- طَمعاً وأملاً بأنَّ الدَّكتور «محمد العيسى» سيُعالج الأمور بحكمتهِ، ومرونتهِ المَعروفة عَنه، صَحيح أنَّ هَذه الرِّسالة فِيها شَيء مِن المُبالغة، لأنَّني طَالب مُبتَعث، وأُدرك الحَمَاس الذي يُحرِّك كُلّ طَالب؛ حِين تَقف الإجرَاءات والشّروط أمَام مَصالحه، ولَكن هَذه المُبالغة تَنفع ولا تَضر، وقَديماً قَال «عمر بن الخطاب» -رضي الله عنه-: (رَحم الله امرأ أهدَى إليَّ عيوبي)، وهَا هي الرِّسالة تُهدي عيوب المُلحقيّة إلى أهل المُلحقيّة، فهَل مِن إجَابة شَافية كَافية تُريح الطلَّاب والطَّالبات في مُعاناتهم الدِّراسيّة..؟!!!