العيد فرصة للمسلمين لمحاسبة النفس، وتجديد التوبة والإنابة وتقوية الصلة بالله سبحانه تعالى ... فالعيد هو فرصة يستعرض فيها المسلم مدى استعداده لحياته الآخرة ونوعية تزوده لهذه الحياة انطلاقاً من قوله تعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، وتغليب جوانب التسامح والعفو والتنازل لما يظنه حقاً مسلوباً منه من قبل إخوانه يبتغي بذلك وجه الله قال تعالى: (وأن تعفوا أقرب للتقوى..). هذا المعني الجميل للعيد، الذي أكده فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع في تعريفه لمعنى العيد، كان أولى أن يكون فرصة للقيادة السورية لفتح صفحة جديدة مع الشعب السوري لتحقيق مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بعيدا عن المماطلة والتسويف والوعود التي ظلت حبراً على ورق لسنوات طويلة ذاق فيها الشعب السوري الشقيق الظلم والقهر ولا يزال. لكن بدلاً من أن تُنصب المراجيح والألعاب في الحدائق العامة، وتشتري الأسر ملابس العيد الجديدة، وحلويات العيد فإن القيادة السورية استعانت بقوات الأمن السورية وشبيحتها لتسيل الدماء هدراً في المدن والشوارع، ويستبدل الناس ملابس العيد بالأكفان، والفرحة بالأحزان والحلويات بالحرمان .. ،وتحتجز فيه آلاف المواطنين وراء القضبان. وهكذا بينما تشرق شمس العيد على الشعب التونسي والمصري والليبي «لازال الظلام دامسا لا يشقه الا أزيز الرصاص ودوي القنابل ونزيف دماء أبناء الشعب السوري الذي يقابل كل ذلك بصدور مفتوحة قد تفتح له باب الحرية والعيش الكريم الذي يتطلع له منذ زمن لم يأتِ أوانه حتى اللحظة» . لقد دعا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الله تعالى في كلمة بمناسبة عيد الفطر المبارك لعام 1432ه أن تجتاز شعوبنا الإسلامية ما نزل بها من رزايا ومحن، وأن يكون العيد مناسبة لتجاوز الآلام ، وبلوغ الآمال ، وأن يرحم من انتقلوا إلى رحابه، وأن يعم السلام والرخاء عالمنا أجمع. وهي دعوة أحرى أن تكون رسالة لكل من له بصيرة. [email protected]