ظروف مأساوية صعبة تعيشها الصومال منذ فترة ليست بالقليلة لكنها أخذت في التفاقم شيئا فشيئا من خلال الوقوع بين نارين نارالحركات الإرهابية التي جعلت من البلاد بؤرة لما يسمى بالإرهاب البشري الذي انطلق منها ليهدد السلام ليس في الصومال وحدها بل العالم بأكمله من خلال سياسة عمياء لا تقرها الأديان قائمة على القتل والنهب والسلب والدمار وترويع الآمنين من البشر الأبرياء بشتى أطيافهم الدينية . هذه الحركات الفاضحة والتي اتخذت من الإسلام شعارا لها لتمرير مخططاتها النكراء ، والإسلام منهم براء كون الإسلام دين السلام والوئام والمحبة والوسطية والاعتدال ، هذا الدين الذي رسم لنا طريق الصفاء والنقاء والصلاح والفلاح من خلال الدعوة الحسنة التي ارتضى أن يكون قائدها وحامل لوائها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدى الأمانة وحمل الرسالة الربانية ليخرج الناس من الظلمات إلى النور رغم المتاعب والمصاعب التي وقفت في طريقه عليه الصلاة والسلام من المشركين الذين أرادوا النيل منه إلا أنه واجهها بالليونة والرفق وحسن الخلق . هذه الليونة والرفق امتدت حتى أثناء الفتوحات الإسلامية فالرسول الكريم لم يكن مرغما لتلك الشعوب وحكامها على الدخول في الإسلام ، فمن أراد أن يكون الإسلام دينا له ولشعبه فنعم ما أختار ، ومن لم يرض فعليه الجزية ، أو المعاهدات التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم مع بعض المشركين من أجل السلام . أما النار الثانية فهي نار المجاعة التي أتت على الأخضر واليابس ، هذه المجاعة التي فتكت بالكثير من أبناء الشعب الصومالي العزيز وما زالت تحصد الأرواح من الصغار والكبار من خلال ظهورهم شبه اليومي على القنوات الفضائية العربية والإسلامية والعالمية علها تجد من ينقذ هذا الشعب من تلك المحن البشرية المميتة . الشعب الصومالي يعاني الفرقة والتشتت من خلال الهروب السريع من الموت المحقق إلى الدول المجاورة له عبر الطرق البرية ، أو البحرية فمنهم من يصل ومنهم من تتقطع به السبل ليلقى حتفه نظير ما يعانيه من الإرهاب الذي جعل من الصومال مسرحا للقتل والدمار والهلاك ، والمجاعة التي لا نهاية لها إلا الموت المحقق . ومن خلال هذا التشتت وهذا الهروب المرير فإن الصومال الآن لم تعد قادرة وحدها على انتشال شعبها من هذه المحن القاسية التي تعيشها حاليا ، فهي بحاجة ماسة لوقفة صادقة وإنسانية من المجتمع الدولي لمساعدتها على الخروج من هذه المحن من خلال المساهمة في حماية الشعب من تلك الحركات الإرهابية ، وسد الرمق ولو بقليل من الغذاء الذي يكفي الحاجة الصومالية . فهل يعي المجتمع الدولي هذه الحقيقة ويسهم في الحل ، أم يقف مكتوف الأيدي لتحرق نيران الإرهاب والمجاعة ما تبقى من أبناء الشعب الصومالي ؟ عبده بلقاسم المغربي- الرياض