لم يكن مفاجئًا أن تشمل خارطة الدم العربية سوريا.. ولم يكن مفاجئًا كل هذا الدم والضعف.. لكن ما كان مفاجئًا أن دمشق التى عهد منها دائمًا ضبط حركتها السياسية بدت وكأنها قد دخلت منزلقًا أمنيًّا وسياسيًّا لم تعد معه قادرة على التوقف أو تحويل اتجاهه أو التقليل من سرعته أو كبح انحداره. ومن ثم كان السؤال: ماذا حدث توطئة لسؤال لاحق: سوريا إلى أين؟ وبين علامتى الاستفهام كان هناك ما يستحق الاستجلاء خصوصًا وأن المشهد الأخير يبدو أنه سيتأخر طويلاً أو على الأقل لن يأتي عاجلاً : ومن النقاط التى تستحق الاستجلاء ماذا بعد خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما تبعه من موقف يمثل توجهًا خليجيًّا نحو عدم السكوت على إراقة الدم السورى وعدم القبول بوعود لا إصلاحات.. وهل يتم الربط بين هذا الموقف وبين قرار وزراء الخارجية العربي بإيفاد أمين عام الجامعة العربية د. نبيل العربى بمبادرة عربية قد تصنع مخرجًا لحكومة بين خيارين «إما السقوط أو التدويل».. وهل تكتفى الجامعة العربية باعتبارها النظام الإقليمي الرسمي بقرار وزراء الخارجية بطرح مبادرة العربية، وماذاعن خطورة الأوضاع في حال عدم استجابة دمشق للمبادرة؟ ماذا عن الموقف العربي من الوضع في سوريا.. البوابة الشرقية للأمن العربى والإقليمى؟. وهل تظل ليبيا استثناء خصوصًا، وأن ثمة همسًا فى أروقة الجامعة حول ورطة الغطاء الشرعي العربي لضربات الناتو التي لا تستثني أرضًا أو بشرًا. وربما كان من المهم قبل محاولة البحث عن إجابة أن نستمع إلى صوت هؤلاء القادمين من بحر الدم السوري.