عجباً لبعض الآباء والأمهات . من فرط دلالهم لأبنائهم أوردوهم المهالك والأخطار . ينفقون الأموال لشراء الألعاب النارية والمفرقعات الخطيرة مبررين فعلهم الشنيع بقولهم ( نفرّح الأولاد في يوم العيد ) فبئس ما صنعوا , لأنهم حولوا المناسبات السعيدة والأعياد المباركة إلى مآتم وأحزان . ناهيك عن الاسراف والتبذير المنهي عنه في كتاب الله عز وجل قال تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) 31 سورة الأعراف . أليس هذا الإنفاق غير المشروع وتبديد الأموال فيما لا فائدة فيه ضرب من كفران النعم ؟ . وليت هذا فحسب بل هناك ما هو أشد مرارة وحسرة حينما يجلب هؤلاء الآباء التعاسة والشقاء لأنفسهم وأهليهم بفقد فلذة كبد لهم أو التسبب لأحد أفراد الأسرة بعاهة مستديمة من جراء استعمال الألعاب النارية من صواريخ ومفرقعات لا يُؤمن جانبها . فتتحول الأفراح إلى أحزان في غمضة عين . إن من يزور المستشفيات في أيام العيد ليشاهد مناظر تقشعر منها الأبدان من كثرة حوادث السيارات والألعاب النارية وحوادث الغرق , واغلب المصابين من الشباب وصغار السن الذين هم في عمر الزهور . فمن بدد هذه الورود اليانعة ؟ إنهم بعض الآباء والأمهات الذين أسرفوا في دلال الأبناء فأصبحوا اليوم يلطمون الخدود ويعضون أصابع الندم لأنهم كانوا سبباً في هذه الحوادث المؤلمة , لقد جلبوا التعاسة لأولادهم وبناتهم بأموالهم وسوء تصرفاتهم مع إيماننا الكامل بقضاء الله وقدره . والذي يحزّ في النفس أن بعض هؤلاء الآباء من المثقفين والتربويين المحسوبين على المجتمع ولكنهم ضعفوا أمام ملذاتهم وفرط الدلال غير المنضبط لفلذات أكبادهم . نسأل الله السلامة والعافية . عبد الرحمن سراج منشي -مكة المكرمة