.. ويطرق عيد الفطر المبارك أبواب المسلمين في العالم الإسلامي، وفي بلادنا العزيزة.. بعد أن كسب مَن كسب بصالحات الشهر الكريم، وخسرها من خسرها. ففي العالم الإسلامي والعربي بصفة خاصة استقبل شهر رمضان المعظم بالقتل والدمار، وسيول الدماء العربية الغالية.. فقد كنا في الأعوام القريبة الماضية نتألم للدماء التي تُسَال من الجسد العربي الإسلامي في مناطق بها حرب متقطعة، أو مستمرة لأسباب تتعلق بالانفكاك والانعتاق من ربقة الاستعمار الصهيوني العالمي مناطق محتلة، وأخرى تتكبل شعوبها بدواعي الاحتلال في بعض مناطق تماس التداخلات الطائفية البغيضة المتفرقة. أمّا في هذا العام فإن العيد الجميل السعيد القادم إلينا عقب صيام رمضان وقيامه.. فإنه يأتينا.. وبلادنا الحبيبة المستقرة الآمنة بإذن الله، وبحكمة وإخلاص وتفاني قيادتنا الرشيدة.. يقدم إلينا هذا العيد الجليل، وشعبنا يرفل في العزة والسؤدد، في الوقت الذي يشهد العالم من حولنا حروبًا وفتنًا واضطرابات، وفقدان أمن، وعدوانًا على الأعراض والأموال والممتلكات. نعم في وقت هكذا تبرز بلادنا على سطح البسيطة واحة أمن واستقرار ورخاء ونماء، قوية الجانب تقدم للدنيا بأسرها نموذجها وتجربتها الفريدة في بناء الأوطان ورخاء الإنسان، والحفاظ على مرتكزاتها، وهويتها الإسلامية. وها نحن نستقبل فرحة عيد الفطر المبارك.. وقد أرسينا قواعد الطمأنينة لشعبنا، وللقادمين من العالم الإسلامي الطائفين بالبيت الحرام والزائرين يحملهم الشوق الكبير للمسجد النبوي الشريف بمئات الألوف، بل وبالملايين يوفون نذورهم، ويطوّفون بالبيت العتيق. يحدث ذلك كله دون أن يسمعوا قولة شاعر، أو غاوٍ يردد «بأية حال عدت يا عيد» رغم ما يحدث من كوارث الفتنة الشعواء في بعض بلداننا داخل القارة، وفي القارة الإفريقية، وفي جزء عزيز من جسم أمتنا يتمثل في ليبيا نتيجة الرعونة والجبروت والسيطرة الحمقاء على السلاح، ووسائل تدمير البلاد والعباد. يدفع إلى ذلك الطغيان والافتراء، والجهل المركب المغمور في أوحال جنون العظمة. وإذ نتابع الدعوات التي رُفعت إلى السماء من خلال الكعبة المشرفة، ومن خلال الوجوه والأيدي التي ولّاها الطائفون والعابدون -ومنهم من قدموا من تلك البلاد المنكوبة- شطر السماء من داخل المسجد الحرام، وجوار الكعبة المشرفة.. طالبين إزاحة هذه الكوابيس من صدور شعوبهم المغلوبة على أمرها. إذ نتابع ذلك نرفع أكف الضراعة إلى الله أن يعيد على الأمة العام القادم.. وقد هبت رياح الطمأنينة، وشاعت نسائم الاستقرار والأمن على تلك البلاد وشعوبها. وكل عام والأمة الإسلامية قاطبة بخير وسلامة، وأن يمن على بلادنا مزيدًا من الأمن والأمان والرفاهية والسؤدد.