يعود شهر رمضان المبارك إلى كل بقاع الأرض حاملًا لكل المسلمين إشراقه الأمل، ونور البصيرة، وصفاء الذهن، والرحمة والغفران، ففي مدينة جازان تستقبل الجاليات شهر رمضان بفرح عظيم وبشغف وترحيب، فربما ظروف ساعات العمل الطويلة، أو الغربة نفسها تولد بعض البعد بين الناس، أو التجافي إلا أنهم يجدون في رمضان ما يجمع شملهم، ويوحدهم، ويغرس في نفوسهم إحساس الأسرة الواحدة التي لا غل، ولا خداع، ولا نفاق، ولا ضغائن بين أفرادها فترى بينهم التسامح، والتراحم، والتعاطف وتراهم يتلمسون أحوال بعضهم البعض. يقول احد أبناء الجالية الهندية رياس غلام تجدنا أياما من حلول الشهر المبارك نتوافد على المسجد في أوقات الفرائض بكثافة كبيرة، وقراءة القرآن وحضور مجالس المواعظ والمحاضرات والتي تتحدث عن فضائل هذا الشهر والتي تقدم بعدة لغات يلقيها بعض الدعاة من مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات كما نلتقي في مجموعات صغيرة نتبادل فيها التهاني برمضان، أما سمر احمد من الجالية المصرية فيقول اجتمع مع بعض أصدقائي ونسترجع ذكريات حول رمضان مع الأهل في أرض الوطن، وأحيانًا نستحضر الأحاديث والقصص الدينية، والسنن النبوية، وغيرها من أمور الدين كما يقول عبدالوهاب سليم من الجالية البنجلادشية نجتمع في شهر رمضان على مائدة الإفطار سواءً بمنازلنا أو بمراكز الإفطار الخيرية التي يقيمها مكتب الندوة العالمية بجازان أو المكاتب الخيرية بالمساجد. وفي شهر رمضان هناك عدد كبير من أبناء الجالية يواجهون صعوبة في الصيام نظرًا لكونهم يشتغلون في أعمال شاقة، ومرهقة، وطيلة فترة النهار الأمر الذي يجعل الصيام عليهم صعبًا جدًا.. ورغم ذلك فإن أعدادا كبيرة من أبناء الجالية أكدوا أن هذا التعب والإرهاق بسبب العمل لا يؤثر في جميع الصائمين، وقد تكون هناك حالات قليلة تضطر لقضاء صومها لاحقًا لسبب أو لآخر. أما العائلات فهم يفضلون التزاور إلى البيوت، أو الالتقاء في المساجد التي تقيم فعاليات مختلفة في المناسبة. ويقول احمد غناوي من الجالية السورية إن المغتربين لا يجدون متعة في رمضان إلا عندما يتواصلون مع أسرهم في الوطن عبر الهواتف، ويتبادلون الأحاديث معهم، ويتفقدون احتياجاتهم ويعدون ذلك واجبًا عليهم في وصل الأرحام، وإدخال السرور على نفوسهم.