مما لا ينكره أحد؛ أنّ من أولويات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في بداية تأسيس هذا الكيان هو تهيئة المناخ الأمني للحجيج وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم حتى يؤدوا نسكهم ويعودوا لبلادهم بسلام. وحقق الله له ما تمناه فأصبح الحاج يتنقل بين المدن والقرى ويؤدي مناسك الحج والعمرة وهو آمناً مطمئناً على حياته وماله. وسار الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز على نهجه. فجزى الله الجميع عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. وفي هذا العهد الميمون أيضاً تمت توسعة الحرمين الشريفين على مراحل كل ذلك خدمة للإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. وعندما استصدر معالي وزير الحج السابق الأستاذ إياد مدني، الموافقة على استمرار العمرة طيلة العام وفي عام التجربة سمح بدخول المملكة لأكثر من مليون معتمر وزائر فسبب ذلك ضغطاً على الأجهزة الخدمية لعدم تهيئة هذه الأجهزة لهذا العدد. ومع أن الهدف نبيل وهو تمكين أكبر عدد من المسلمين لأداء مناسك العمرة والزيارة، والهدف الآخر اقتصادي لتشغيل الفنادق والعمائر التي تحيط بالحرمين الشريفين بالإضافة إلى تشغيل بعض الأيدي التي تبحث عن عمل. وتفاعلاً مع المشروع ونتائجه المبدئية كتبت كلمة بهذه الزاوية أشدت بالفكرة وسلامة أهدافها القريبة والبعيدة. إلا أن من سلبيات نتائجها في العام الأول هو الضغط على المرافق الحيوية كالكهرباء والمياه مع إرباك المرور حول المنطقة المركزية وارتفاع أسعار الفنادق والدور السكنية، فطلبت تقنين طلبات العمرة والزيارة بحيث تتناسب مع إمكانيات الأجهزة الخدمية حتى لا تسبب ضغطاً يقلل من العطاء الميداني. توقعاً لاستمرار الزيادة سنوياً ولكن ليس بحجم المعتمرين في هذا العام الذي أعلنت وزارة الحج أن عددهم بلغ خمسة ملايين معتمر وهذا العدد ليس وحده في الميدان. بل يفترض أن عدد المعتمرين من السعوديين أربعة ملايين ومن العمالة الوافدة في المملكة التي زاد عددهم عن ثمانية ملايين اعتمر منهم أربعة ملايين أي أن عدد المعتمرين والزوار حوالى ثلاثة عشر مليوناً هذا العام. إلا أن الإحصائية المعلن عنها لم تشمل السعوديين والمقيمين فتزايد المعتمرين من خارج المملكة بهذا الحجم الكبير له سلبيات يجب تداركها مستقبلاً فالرسائل التحذيرية التي بثها الدفاع المدني بمكةالمكرمة بعدم إمكانية الصلاة في المسجد الحرام لعدم استيعاب المنطقة للمصلين مؤشر خطير ينبغي تداركه بتقليص نسبة المعتمرين من خارج البلاد. ومن الحلول أيضاً أن لا يسمح للمعتمر أو الزائر البقاء في مكة أو المدينة لأداء نسكه أكثر من ستة أيام بدلاً من البقاء في المدينةالمنورة ثمانية أيام ومثلها بمكةالمكرمة وهذا الإجراء بتقديري يعطي فرصة من الوقت لاستقبال أكثر عدد ممكن من المعتمرين والزوار.. والله المستعان.