إن معيار مدير الإدارة الناجح هو احترام القوانين والأنظمة والتخطيط بروحها، وليس بحرفيتها، وأن تكون قراراته واضحة ومتأنية، بعيدة عن المزاجية، والأهواء، والميول، وحسن التعامل مع الزملاء والمرؤوسين والجمهور، ولا يرفع صوته على الآخرين، ولا يصرخ خلال المناقشة مع المرؤوسين والمراجعين، ولا يحدث الضوضاء والجلبة، ويجب أن يتحلّى بالتواضع مع الاعتزاز بالنفس، والبُعد عن الغرور أو التعالي، والحزم في تحمّل مسؤولية القرار وتنفيذه؛ وفي المقابل عندما تسمع وتشاهد حجم السوس الذي ينخر بعض الدوائر الحكومية تتأكد من انحدار شديد في شخصية بعض مديري الإدارات الذين يمارسون السلطة، وسبب ذلك الاعتلال هو عدم مساءلة أو ردع صاحب هذه السلطة، لتنقلب وتصبح شهوة عارمة، لا تستطيع به العودة إلى طبيعته الفطرية، وصحتها النفسية، ليتحوّل هذا المدير إلى متكبر ومتغطرس ومغرور، يصرخ على المراجعين ويُعطِّل مصالحهم وأرزاقهم باسم النظام. لهذا يجب تغيير المديرين كل أربع سنوات، أو في حالة ثبوت عدم الكفاءة، كخطوات لوقف هذا الاهتراء الإداري؛ ويجب أن يكون هؤلاء المديرون لديهم القدرة على إحداث تغييرات إصلاحية وبناءة تريح الموظفين والجمهور.