د.إبراهيم أبو محمد رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية أحد المفكرين المسلمين الذين هاجروا إلى أستراليا منذ عقود، واستوطنوا فيها واتخذوا منها منطلقًا لنشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد قام د. أبو محمد بتوجيه نشاطه الفكري، والدعوي لخدمة الجالية الإسلامية في الأراضي الأسترالية خاصة من خلال عمله كرئيس للمؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية وفي السطور التالية نتعرف من خلال د. أبو محمد على أحوال الجالية الإسلامية: * ما الدور الذي تقوم به المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية كأحد أبرز المؤسسات الإسلامية لحل المشكلات التي تواجه المسلمين؟ - للمؤسسة دور مهم في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول الإسلام والمسلمين في المجتمع الأسترالي، كما تعمل على الحفاظ على الهوية الإسلامية لمجتمع المهجر حتى يملك الفرد القدرة على التكيف مع المجتمع فلا يذوب فيه، أو يتقوقع فينعزل عنه، ونفس الأمر بالنسبة للأجيال التي ولدت في أستراليا، فتعمل جاهدة على تحقيق التوازن بين الحرية التي يعيشها الجيل الجديد وضرورة الالتزام، بالثوابت الإسلامية، وذلك بعقد ندوات وإقامة المعسكرات والدخول في حوارات متعددة مع المسلمين لتبصيرهم بعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية، إضافة إلى أن المؤسسة لها نشاط ضخم في التعاون مع المجلس الأسترالي لشؤون المرأة «أكوا»، الذي يهتم بكل شؤون المرأة في المهجر، ومن خلاله تم بناء أول مركز لرعاية المعاقين فوق سن 16 سنة للبنين والبنات الذي خدم الكثير من الأسر العربية المسلمة هناك. * ما طبيعة العلاقة حاليًّا بين المسلمين والمجتمع الأسترالي؟ - لاشك أن الهجمة الشرسة على الإسلام التي تجتاح العالم ألقت بظلالها على المسلمين، وأثرت سلبًا عليهم، لكننا استطعنا أن نحول المواقف ضدنا من العداء إلى الحياد، ومن الحياد إلى المساندة والتأييد، وبدأت العلاقة بين المسلمين والمجتمع الأسترالي تأخذ طابع الوفاق والتفاهم وزالت سكرة الكذب الإعلامى والتضليل التي سادت خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، كما ساعد على ذلك تغيير حكومة رئيس الوزراء «جون هاورد» المعادية للإسلام، وجاءت حكومة جديدة أكثر تفهمًا، وأقل تعصبًا. نحن مقتنعون تمامًا أننا أصبحنا جزءًا من هذا المجتمع ولسنا منفصلين عنه أو خارجين عليه؛ فالمسلمون في أستراليا يصل عددهم إلى مليون نسمة من بين 22 مليونًا هم مجموع سكان أستراليا.