شهر رمضان هو شهر الخير والطاعة وشهر الخير والشفاعة .. شهر انزل الله تعالى كتبه السماوية فيه , ففيه انزل التوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وانزل فيه القران الكريم على نبي الهدى وآخر المرسلين .. وفي ظل عصرنا الممطر بغثاء الفضاء تتسابق القنوات الفضائية على كسب رضي المشاهد وجذبه ولفت نظره بشتى السبل وكافة الوسائل حتى وان احتاج الأمر للخروج عن المألوف أو القفز على تعاليم الدين أو ربما تعمدت بعض تلك القنوات ذلك الشذوذ لصنع الجلبة حول ما تعرض ولسان حالها يقول ( أنا هنا ) .. فما أن يحل شهر رمضان الكريم حتى ينطلق ماراثون القنوات في سباق محموم على المادة .. مسموم فيما يعرض .. سباق لا يمتثل لأي قوانين أو أعراف سوى المادة .. فبين استخفاف بعقل المشاهد وسماجة ظاهرة فيما يعرض وتهريج وبين تجاوزات شرعية وتشويه للتاريخ وقلب للحقائق بين كل ذلك تطبخ مواد رمضان الفضائية .. ومن لم يسعفه الوقت قبل رمضان يسلق مادته الرمضانية سلقا فتخرج غير ناضجة مما يسبب للمشاهد مغصا فضائيا واستفراغا مشفرا أو ربما إسهالا فضائحيا ... ولعل من ابرز قضايا المسلسلات الرمضانية هو ما برز في العامين الأخيرين من قضية تجسيد الأنبياء عليهم السلام وكذلك تجسيد صور الصحابة رضوان الله عنهم .. إضافة لما في كتابة تلك النصوص من خلط في الأوراق وقلب للحقائق وتشويه لتاريخهم المجيد .. فتستغل بعض قضايا التاريخ في إثارة النعرات وإشعال الفتن الطائفية .. واني احذر من مغبة الاستمرار في عرض مثل تلك المسلسلات فحتما ستلقي بظلالها يوما ما على الواقع وسيترجمها ضعاف النفوس إلى حقائق لا تحمد عقباها .. فالمنطقة في ظل التطورات الاخيرة لا تحتمل عرض مثل تلك القضايا التي هي بمثابة الخطوط الحمراء .. واني أهيب بدور مجمع الفقه الإسلامي وآمل أن تكون له الكلمة العليا والقول الفصل من بث مثل تلك المسلسلات أو إيقافها .. وفي ذات السياق المحزن فيما تبث القنوات في رمضان تأتي الوجبة الأكبر والربح الأوفر في مسابقات رمضان . وتعجب لحرص تلك القنوات علي تثقيف المواطن العربي من خلال تلك المسابقات ويتبدد ذلك العجب عندما ترى الأرقام المخصصة للمسابقة قد تزينت بها الشاشة وقيمة الرسالة تتجاوز الخمسة ريالات ..وتنامي لمسمعي أن هناك ممن فازوا بجوائز العام الماضي ولم يتسلموا حتى اليوم جوائزهم فهل تلك المسابقات وهمية ؟ والمهم في الأمر انه كل ما أرسلت أكثر زادت فرصتك بالفوز .. وكل عام والجميع بخير ياسر احمد اليوبي -مستورة