قال الضَمِير المُتَكَلّم: يقول الخبر الذي بثته (وكالة رويترز) للأنباء الأسبوع الماضي: صَادَق (إمام علي رحمانوف) الرئيس الطاجيكي، على قانون جديد من فقراته: حَظْر دخول المساجد على مَن تقل أعمارهم عن (18عامًا)؛ وذلك خوفًا مِن تنامي التشدُّد الديني! كما ينص القانون على توقيع عقوبة السجن لسنوات طويلة بحق الآباء الذين يشاركون أطفالهم بالحضور في حفلات دينية. كما يقضي القانون بحظر إطلاق الأسماء الإسلامية على المواليد الجدد، وطالب (الرئيس رحمانوف) بتطبيق أسلوب التربية الغربي! وكذا يأمر ذلك (التشريع) بسجن مدرسي التربية الدينية لمدة تصل إلى (12 سنة) إذا دَرّسُوا للأطفال مواد دينية تخالف القوانين. قرأت هذا الخبر، الذي يأتي امتدادًا لقرارات أخرى مشابهة منها: (التضييق على المدارس الإسلامية، ومنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت)؛ وتوقفت كثيرًا، وتساءلت في نفسي: لماذا أصبح مجرد أداء شعائر الإسلام الكبرى، وأركانه العظمى، والحثّ عليها تهمة؛ لمحاربتها تُصْدَر الأنظمة والقوانين؟ لماذا هذا الخوف من الإسلام على الناشئة؟! هل السبب الصورة المشوهة التي نقلها بعض المسلمين الذين اعتنقوا التطرّف، ومارسوا الإرهاب باسم الإسلام، والإسلام منهم براء؟! هل ذلك نتيجة للخطاب العدائي الإقصائي الذي ترفعه بعض المنابر؟! أم أن تنامي مؤشر الخوف من الإسلام شهادة على نجاح الأصوات المعادية للإسلام في تعكير صفوه، وطمس حقيقته المتسامحة؟! هل هذا الخوف من الإسلام دليل على قصور التعريف بصورته المشرقة، والتصدّي لكل مَن يحاربه من قبل المؤسسات الحكومية والخيرية على المستوى الميداني أو الإعلامي؟! أعتقد أن اجتماع تلك العوامل أثّر سلبًا على صورة الإسلام وهَزّ أركانها شرقًا وغربًا، وكرّس لموجات (الإسلاموفوبيا)!! وهنا الواقع ينادي بسرعة التدخل ومعالجة الوضع، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومات الإسلامية التي يجب أن تتخذ من القنوات الدبلوماسية واللقاءات الرسمية وسيلة للدفاع عن أركان الإسلام، والكشف عن وسطيته وسماحته! ثم على المؤسسات الإسلامية العاملة كمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي وغيرها دور مفصلي في نقل صورة الإسلام المتسامحة، والتصدي عبر القنوات المشروعة لمثل تلك القوانين والأنظمة الظالمة!! وأخيرًا المسلمون في (طاجكستان) المجاورة لأفغانستان يمثلون أكثر من (98%) من السكان، وما تلك القوانين إلاّ صورة مصغرة وحلقة من سلسلة طويلة من المآسي التي يعيشها الإسلام والمسلمون هناك على أيدي الأقلية الشيوعية المسيطرة؛ فهل نسمع عن تحركات حكومية ومجتمعية لنصرتهم في حفاظهم على دينهم وهويتهم وحياتهم، ومحاولة التصدّي لمثل تلك القوانين؟ فهذا أكثر فائدة من مؤتمرات وندوات ومحاضرات لا تُسمن ولا تُغني من جوع! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain