يظل صوت مدفع رمضان هو الصوت المحبّب لدى الصائمين من ساكني مكةالمكرمة لاقترانه بدخول الشهر الكريم، وقد نشأت بينهم وبين المدفع علاقة عشق فلا يمد الأطفال أيديهم إلى مائدة الإفطار إلا بعد سماع صوت المدفع. كما يخرجون من البيوت القريبة من الجبل يراقبون المدفع ليستمتعوا بمنظره وصوته عند الافطار. وقبيل دخول الشهر الكريم بيومين يتم إخراج المدفع من موقعه بإدارة الضبط الإداري بشرطة العاصمة المقدسة وينقل من خلال سيارة إلى قمة الجبل وعند إنزاله وتركيبه على قمة الجبل يتوافد المحيطون من سكان الجبل مرحبين بشهر رمضان مبدين حبهم وعشقهم لهذا المدفع. يقول رجل الأمن مستور النهاري الذي يعمل وأربعة من زملائه على المدفع منذ أكثر من عشرين عامًا: تشهد الساحة المحيطة بالمدفع تواجدًا كبيرًا للشباب والأطفال عند الافطار ليشاهدوا المدفع اثناء الإطلاق ويتقافز الأطفال طربًا وحبًا في هذه اللحظات التي تعد إيذانا لهم بالافطار. «المدينة» صعدت إلى أعلى قمة جبل المدافع وهو ذلك المكان الذي يتربع عليه مدفع رمضان وشهدت أول ليلة يطلق المدفع فيها طلقاته ايذانا بدخول الشهر ووقفت من خلال القائمين على المدفع على تنظيفه من خلال عصا حديدية في رأسها قماش قام رجل الأمن النهاري بإدخالها إلى داخل فواهة المدفع لينظف الداخل من أي ترسبات وأوساخ حتى لا تتوقف الطلقة عند إطلاقها. وقال: إنه يتم صرف (150) طلقة في صناديق مخصصة لها لا يتم فتحها إلا عند الإطلاق حيث يتم سحب طلقة واحدة عند الإفطار لإطلاقها واثنتين عند الساعة الثانية صباحًا لاستيقاظ الناس للسحور وطلقة أخيرة عند الفجر إيذانًا بالإمساك وهكذا كل يوم حتى ليلة العيد حيث يتم إطلاق اربع طلقات عند الإعلان عنه.