لعلي كنت من أوائل من كتب في هذه الصحيفة الغراء «المدينةالمنورة» مؤيدًا تطبيق فكرة نظام ساهر عسى أن يساهم في الحد من الانفلات المروري في شوارعنا الداخلية وطرقاتنا السريعة خارج المدن، ويقلل من الهدر في الممتلكات والأرواح جراء أكثر من 48000 حادث مروري في العام 2009 وحده. وجاء في مقالي المعنون (ما أحوجنا لساهر وإخوانه) بتاريخ 20 جمادى الآخرة 1431ه أننا في حاجة لأكثر من نظام (ساهر) لضبط الكثير من سلوكياتنا الاجتماعية ليس في المرور فقط ولكن في نواحٍ عدة مثل انتشار الفضائيات المشبوهة وتضخم الأسعار وتدني مستوى بعض الخدمات... إلخ ما جاء في المقال. ورغم الانتقادات الشديدة التي تعرض لها نظام ساهر فكرة وتطبيقًا وتنفيذًا، إلا أننا مازلنا متفائلين بأن يأخذ نظام ساهر دوره (ليساهم) وأقول يساهم ولو جزئيًا في ضبط السلوك المروري في شوارعنا وطرقاتنا السريعة بين المدن، أقول هذا الكلام لأؤكد أهمية مشروع كهذا رغم ما يقال عنه، ويثار حوله لدرجة وصلنا فيه لاستصدار فتاوى حوله، وما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع مرة أخرى، ما لاحظته بين فينة وأخرى من صدور تصريحات صحفية منسوبة لمصادر في ساهر (تتحدث عن إنجازات هذا النظام في الحد من الحوادث المرورية بنسبة كذا وانخفاض عدد قتلى الحوادث المرورية بنسبة كذا أو انخفاض عدد مصابي الحوادث المرورية بنسبة كذا) تلك تصريحات عدة عن ساهر ونتائجه في ضبط السلوك المروري كما جاءت على ذمة أولئك المسؤولين، ونشرتها صحفنا المحلية. ومع احترامنا وتقديرنا لمسؤولي ساهر ومع تسليمنا بأهميته المتوقعة، ومع عدم إعطاء تفاصيل علمية إحصائية عن كيفية إجراء تلك الدراسات وأي جهة محايدة قامت بها، وتوفر أركان ومنهجية البحث العلمي لها والعينات الإحصائية التي اعتمد عليها في استقراء النتائج، أقول رغم كل علامات الاستفهام المثارة عن الإحصائيات الدالة على الإيجابيات لتطبيق نظام ساهر إلا أن الواقع المروري الفعلي القائم والحادث في شوارعنا ما زال يعاني انفلاتًا لا يخفى على مراقب محايد، ما أود أن نقوله ونود أن يعيه مسؤولو المرور، أن هذا المشروع أو هذا النظام ليس هو العصا السحرية المنتظرة لضبط الوضع المروري وإصلاح السلوكيات المرورية في شوارعنا الداخلية وطرقنا المحلية. ربما بدأ بعض السائقين يخافون من نظام ساهر ويهدئون من سرعة سياراتهم وهم يقتربون من سيارات أو كاميرات ساهر التي حفظوا مواقعها جيدًا، ربما أدى ذلك إلى التقليل من الحوادث حول مناطق انتشار ساهر، لكن الملاحظ أن الوضع المروري يعود كما كان بعد أن يجتاز السائق موقع كاميرا أو سيارة ساهر، وترجع ريما لعادتها القديمة، سيارات تسابق الريح وأخرى تجاوز الإشارة الحمراء إذا لم يكن هناك وجود لرجل مرور، والسير تسللًا وتجاوزًا للسيارات الأخرى على أكتاف الطرق السريعة، وعدم احترام الخطوط البيضاء والصفراء على الأسفلت وتطبيق مدلولها المروري، مع إهمال تام للوحات المرورية التي تحمل عبارات تنظيمية مثل ممنوع الوقوف أو ممنوع الدوران أو ممنوع استعمال المنبه... إلخ. خلاصة الكلام مع الدليل ونحن في شهر رمضان الفضيل، مطلوب الاستمرار في تطبيق ساهر مع التأكيد أنه ليس الحل الأكيد أو الوحيد لكل مشاكلنا المرورية، ولكنه ربما يكون بداية خطوة الألف ميل لضبط السلوك المروري في شوارعنا، وزرع الوازع لإصلاح ما يمكن إصلاحه في سلوكيات قيادتنا للمركبات العامة والخاصة، وأن أمام مسؤولي المرور الكثير والكثير من التجاوزات المرورية والسلوكيات الخاطئة التي تحتاج إلى حلول إن كان أولها ساهر فلن يكون ساهر آخرها.. والله من وراء القصد. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain