تشكل الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج مسيرة حافلة بالعطاء والتطور وتعد منظومتها التربوية والتعليمية واجهة حضارية مشرفة ومشرقة وعلامات مضيئة في تاريخ التربية والتعليم والإيفاد للمعلم السعودي للخارج وبتتبع رسالة نحو 20 مدرسة وأكاديمية تنتشر في قارات أمريكا الشمالية وأوروبا وافريقيا وآسيا نجد أن تلك الرسالة السامية تعكس مسيرة التعليم في المملكة وتنقل الجانب الثقافي الحقيقي والمشرق الذي تعيشه المملكة اليوم فبات دورها التعليمي يطل بثقافة المملكة وحضارتها العربية الإسلامية على مختلف قارات العالم . ولم يعد يقتصر دورها على تقديم الخدمات العلمية والتربوية فحسب بل أصبحت ضرورة حضارية في تفاعلها مع مجتمعات الدول التي تحتضنها بنقل الصورة الحسنة والصحيحة عن المجتمع السعودي المسلم الذي يسعى دوما لالتقاء الثقافات وتمازج الحضارات وتكاملها ترسيخا لمكانة المملكة ودورها الرائد في غرس أسس التسامح والسلام بين الدول . وفضلاً عن دور تلك المدارس والأكاديميات في الرقي بتعليم أبنائها فإن توجه المملكة اليوم يتيح الفرصة لكل أبناء وبنات الوطن للالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والتعليم والتطوير المستمر لما تؤمن به قيادتنا الرشيدة من وجود عوامل الإبداع والابتكار والخبرة العلمية لدى أبنائها وقدرتهم على تحقيق الرفعة والرقي لبلادهم بما يترجم دورها الحضاري والعلمي وانفتاحها العلمي والتفاعل مع دول العالم في مواكبة مستجدات العصر بما يحقق التناغم مع مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة اليوم . وعندما صدر قرار مجلس الوزراء بتنظيم المدارس السعودية في الخارج كان الهدف من هذا التنظيم توفير فرصة التعليم لأبناء السعوديين الموفدين والعاملين والمبتعثين في الخارج وتعليمهم وفق المناهج والمقررات السعودية وذلك لتسهيل وتيسير اندماجهم في المدارس داخل المملكة بعد عودتهم . وخدمة المملكة إعلامياً من خلال أوجه النشاط التي تقوم بها المدارس في الدول التي تحتضنها مع فتح المجال لأبناء الجالية العربية أو الإسلامية الراغبين في الالتحاق بها .