** أُنشئت الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ لتحافظ على التاريخ، وشواهده، وآثاره الذي قام على هذه الأرض التي شهدت قيام مملكات عربية حضارية قبل الإسلام، ثم أراد الله -لها- لتكون منطلقًا لتعاليم الدِّين الخاتم، وليس من دين تُعرف مواضع عبادة الله فيه كما هو الشأن في الدِّين الإسلامي الحنيف، بل إن إمام دار الهجرة مالك بن أنس -رحمه الله- ذكر أنه ليس هناك قبر ومضجع ومثوى نبي على وجه التحديد والدقة، كما هو الحال مع قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه -رضي الله عنهما-. ** قبل عدة عقود كانت المدينةالمنورة تحتضن كثيرًا من شواهد هذا التاريخ المضيء والحافل بكل معاني الجلال والضياء والعزة والرفعة. ** فجيلنا كان يعرف موقع سقيفة بني ساعدة في الطريق الذي عُرف قديمًا باسم (السُّحيمي). وكانت قريبة من بئر «بضاعة» الأثرية، وكانت النية تتجه في الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي كما يذكر مؤرخ المدينة ورئيس بلديتها الأسبق السيد علي حافظ -رحمه الله- إلى بناء مسجد، وإقامة مكتبة عامة في موقع السقيفة، وذلك إحياء للحدث التاريخي الهام، وهو مبايعة الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فيها، بعد أن لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، لكن المشروع توقف، ولا يزال موقع السقيفة معروفًا، ولعل هيئة الآثار التي دُعمت بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لأمراء المناطق بالتأكيد على عدم إزالة أي مبنى تراثي إلاّ بعد التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار.. لعل الهيئة التي يترأسها إنسان واعٍ ومدرك لضرورة الحفاظ على كل صغيرة وكبيرة في تاريخ هذه الأرض المباركة، وأعني به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز تقوم بإحياء هذه الفكرة، وإقامة مركز للمحاضرات والندوات يتلاءم مع تاريخ عاصمة الإسلام الأولى. ** والموقع الآخر الذي يتطلب رعاية كبيرة من هيئة الآثار هو ميدان موقعة أحد، حيث مرقد سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، وشهداء أحد -رضي الله عنهم أجمعين- واستغرب ما يقوم به البعض من تشكيك في هذا الموقع الذي حفظت كتب السيرة النبوية كل ما يتصل به، ووثقه مؤرّخو المدينة على مر العصور، وحفظ الناس جيلاً بعد جيل، وزمناً بعد زمن مكانه! وإلى جنوب ضريح سيد الشهداء -رضي الله عنه- يقع جبل الرماة، أو جبل عُينين، وقد تآكل جزء من الجبل بفعل عوامل عدة، والمنطقة بكاملها بحاجة إلى رعاية وحرص وتطوير؛ حتى لا يضيع ما تبقى من شواهد التاريخ الذي لا يمكننا دراسة تاريخ الإسلام، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم من دون أن تكون هذه الشواهد كالصُّوى والمعالم التي نستهدي بها في قراءتنا للتاريخ الحضاري والفكري لهذه الأمة العظيمة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain