* حين شاهدتُ الإسرائيليين يتظاهرون، ويملأون الشوارع معترضين على غلاء المعيشة، ضحكتُ بملء فمي، حقيقي ضحكتُ حدَّ الجنون، خاصة والمشهد كان مؤثرًا، ليس إلاَّ لأنني أعرف أن إسرائيل دولة تحترم مواطنها، وتضع بين يديه كل معطيات الحياة، لأنها تعي جيدًا قيمته، وأهميته في الحياة، التي يعرفون أنها بدونه لا تساوي شيئًا، وما تصوّرتُ أن تصل حكاية المظاهرات إلى اليهود، ويصل الغلاء إليهم، الغلاء الذي دفع بهم إلى الشارع والتظاهر.. وهو ما يدعو للقلق والخوف من كل ما يستفز الناس، ويثير المواطنين، ولا شك أن الغلاء هو الوحش الكاسر الذي يخلق في الناس الغضب، ويفقدهم السيطرة على أنفسهم، ويدفع بهم إلى الجنون، ولأن ما يهمني هو وطني الذي أتمنى له السلامة، كانت الكتابة، آملاً من وزارة التجارة ممارسة دورها في ضبط السوق، ومراقبة الأسعار، لتكون السلعة في يد المواطنين بالثمن العادي، وغير المبالغ فيه، لكي لا يصبح المواطن بين قوسين، وتضيع حقوقه في تبادل التُّهم بين طرفين، بين حماية المستهلك، وبين وزارة التجارة، ويا قلب لا تحزن!! * وكوني مواطنًا أعيشُ على هذه الأرض، مثلي مثل كل البسطاء، الذين يكدحون من أجل الرغيف الجاف، ويحلمون فقط بأن يراعي السادة التجّار مشاعرهم كمواطنين، ويحترمون علاقتهم بهم كإخوة!! لكن المصيبة أنني لم أجد ما يطمئنني قط، كما أنني لم أرَ أحدًا يبكي على أحد، وسؤالي هو للقراء الكرام -إن كان أحدًا منهم ذكرًا أو أنثى- يشهد لله أنه شاهد في حياته موظفًا من وزارة التجارة في بقالة صغيرة، أو في متجر كبير يمارس مهامّه في مراقبة الأسعار، ليؤكد لهم أن في وزارة التجارة مَن يهتم بهم، ويقدّر حاجتهم في أن تكون كل السلع في متناول أيديهم بعيدًا عن المغالاة؟ هذا السؤال الذي أجزم أن لا أحد يستطيع الإجابة عنه إطلاقًا!! فهل تعي وزارة التجارة أن استغلال الناس أصبح الظاهرة الملموسة، وأن بعضهم قرر مقاطعة بعض السلع، وممارسة الدور بأنفسهم، متناسين أن هناك وزارة مهمتها ضبط الأسواق، ومراقبة الأسعار، وأن الحكاية ليست متروكة لمزاج التجّار، هذا يرفع ريالاً، والآخر ريالين، والثالث ثلاثة ريالات، وقس على ذلك، وهي حقيقة أكتبها من خلال معايشتي الحقيقية، ومتابعتي لكثير من السلع، ولكي لا نصل بالناس للضجر، فإني أرجو وأكرر رجائي وأمنيتي في أن أرى مَن يجول في الأسواق، ويعاقب كلَّ مَن يُغالي ويبتز الناس، بهدف الثراء على حساب البسطاء!! * (خاتمة الهمزة).. الوطن عشق.. (والعشق ليس أرجوحة يتجاذبها الممكن والمستحيل).. هذه خاتمتي.. ودمتم. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain