أتخيّل نفسي في عام 2020م، عندئذ تكون المرحلة الأولى من مشروع التوسعة الجديدة لمطار الملك عبدالعزيز قد اكتملت.. بما في ذلك محطة قطار الحرمين.. ويكون عدد الركاب قد تضاعف عما هو عليه في الوقت الحالي.. ويكون مشروع تنقية الصرف الصحي الواقع في الركن الجنوبي الشرقي من المطار قد اكتمل.. وتكون مدينة المطار الاقتصادية المخطط لها في مدخل المطار الجنوبي قد اكتملت.. ويكون الاستاد الرياضي المزمع إنشاؤه شمال المطار غرب طريق المدينة قد استكمل تشييده وتجهيزه.. ويكون افتتاحه بمثابة مهرجان دولي يدعى له كل الشخصيات المهمة في عالم الرياضة. لا شك أنني لو عشت إلى ذلك الوقت -والأعمار بيد الله- سأكون مبتهجاً لما تحقق من إنجازات عظيمة في مدينة جدة عروس البحر الأحمر.. وبوابة الحرمين الشريفين.. ولكنني لن أخفي عليكم أنني سأتساءل بقلق: لماذا تم تجميع كل تلك المرافق الهامة والحيوية في حرم مطار الملك عبدالعزيز الدولي.. وعلى حساب توسعته المستقبلية.. كما كان مخططاً لذلك عندما تقرر أن يكون المطار في ذلك الموقع قبل نصف قرن من الزمن..؟! وكيف لوحصل عطل في مرفق تنقية ومعالجة مياه المجاري وفاضت إلى أرض المطار..؟! وعندما يفتتح الاستاد الرياضي العالمي الجديد.. وتقام به مناسبات عالمية.. ودوري كروي كبير.. وتكون الإضاءة مبهرة.. والألعاب النارية ترتفع إلى عنان السماء.. وحركة الطيران مستمرة.. كيف يمكن أن تؤثر على سلامة الطيران وعلى الحركة الجوية..؟! وعندما أتصفح الجرائد اليومية في ذلك الوقت (2020م)، وأرى من يلوم كل مختص وخبير في شؤون الطيران المدني لم يبدِ رأيه في الوقت المناسب ليُنبّه المسؤولين بأن المطارات عندما تُنشأ يُؤخذ في الحسبان توسعتها لمدة ثلاثين سنة وأكثر.. ويكون حولها حزام يبعد عن حدودها بألف متر على الأقل يٌمنَعْ البناء والتوسع فيها.. إلا في حدود ضيقة جداً.. وبارتفاعات محدودة جدا أيضا، حفاظاً على أمن وسلامة الطيران المدني. وبعد هذا أعود إلى الوقت الراهن، وأسأل نفسي ومن يهمه الأمر: لماذا يزج بكل تلك المرافق الحيوية داخل حرم مطار مدني من أهم مطارات المملكة الدولية..؟! بل يجب أن يكون من أهم وأبرز مطارات العالم..؟! ولدينا مساحات شاسعة من الأراضي بعيدة عن حرم المطار يمكن استخدامها لبناء الاستاد الرياضي، ومحطة تنقية مياه الصرف الصحي، ومحطة قطار الحرمين..؟! ولماذا ابتعد عنَّا التفكير إلى مدى ثلاثين سنة إلى الأمام عندما تفرض علينا الحاجة في ذلك الوقت توسعة جديدة للمطار، ولا نجد مكان نتوسع فيه لاستيعاب الزيادة في أعداد الحجاج والمعتمرين..؟! ومن أجل الإيضاح أقول: إن موقع مرفق تنقية الصرف الصحي بدأ التنفيذ فيه منذ زمن، وهو على وشك الانتهاء حسب المعلومات المتوفرة، وإن القاعدة الجوية يمكن أن يكون مخطط لها الانتقال إلى موقع آخر.. وهذا ما حصل عندما صمم مطارا الملك خالد بالعاصمة الرياض، وكذلك مطار الملك فهد بالمنطقة الشرقية.. وقد أُخذ في الاعتبار التوسعات المستقبلية في الحالتين، وقياساً على ذلك، لماذا نغفل إمكانية التوسعة في المستقبل لمطار الملك عبدالعزيز..؟! إنني كمختص في صناعة النقل الجوي -عاصرت تكملة وافتتاح مطار الملك عبدالعزيز.. وشاركت في التخطيط والتنفيذ لمطار الملك خالد الدولي بالرياض.. ومطار الملك فهد بالدمام.. ولديَّ خبرة طويلة في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) المعنية بسن القوانين والمواصفات القياسية، وكافة الأنظمة التي تتبعها الدول من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني-، أشعر ببعض القصور والعفوية التي يُعامل بها مطار الملك عبدالعزيز الذي ينبغي أن يكون –بحق- أفضل مطار في المملكة.. ويجب أن يكون من أجمل مطارات العالم بصفة جدة بوابة الحرمين الشريفين.. وهي في توسّع مستمر، والحركة الاقتصادية فيها في ازدياد. كما أن الطلب على النقل الجوي في ازدياد مُذهل في كل دول العالم، والدول تحرص على أخذ احتياطات مدروسة للتوسعة في وقت مبكر، لاستيعاب الناقلات العملاقة الجديدة.. وكذلك التوسع في خدمات الشحن الجوي.. لأن نقل المطارات من مكانٍ لآخر ليس بالهين بعد استكمال تجهيزاتها. ومع كل احترامي وتقديري واعتذاري سلفاً، لكل من ساعد في اقتراح الموقع الجديد للاستاد الرياضي في ذلك المكان القريب جداً من حركة الطيران في مطار الملك عبدالعزيز.. أرى أن تُعاد دراسة الموقع بمنظور مستقبلي على مدى الثلاثين سنة القادمة، حتى لا نضطر إلى المطالبة بنقل مطار رُصِدَ لتوسعته سبعة وعشرين مليار ريال.. وقبل عدة أشهر بدأ التنفيذ!.. والله من وراء القصد. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain