تشهد الطرق والميادين الرئيسية في مدينة الباحة حركة نشطة يتسابق خلالها شباب المنطقة لاستثمار ايام شهر رمضان المبارك في التجارة، لتكون موسمًا للرزق والكسب الحلال من خلال مزاولة بعض المهن المؤقتة والأنشطة التجارية البسيطة لإنعاش جيوبهم ماديا مثل بيع السوبيا والتمور بأنواعها والأكشاك الصغيرة المتنقلة التي تبيع الأكلات الشعبية التقليدية وفي مقدمتها الكبدة والبليلة. وأوضح الشاب فهد الزهراني أن شهر رمضان فرصة مناسبة للعمل في بيع السوبيا التي يجني منها بعض المال للإنفاق على ما يحتاجه من مصاريف ومستلزمات شخصية، مؤكدا أن الكثير من الشباب يمارسون مثل هذه الأنشطة الموسمية. ويقول تركي الزهراني: إن الجلوس في هذه المباسط طيلة أيام الشهر الكريم حقق له مكاسب عظيمة ومنفعة مادية حيث تعينه على ظروف الحياة وتكاليف المعيشة، مؤكداً أنه ترك السهر والجلوس مع الشباب من أجل كسب الرزق حيث يشعر بارتياح كبير من مزاولة العمل المهني الشريف. ويقول يحي الحسني إن العمل في الأسواق سواء كانت في مباسط التمور أو الخضار يعتبر متعة ونجني منه مكاسب عظيمة، في مقدمتها عدم احتياجنا لأي أحد في مصاريفنا كما نحقق هدفنا في حياتنا بأن نكسب بأيدينا وبدخل مربح. من ناحيته وصف فواز الكناني البيع في أيام الشهر الكريم بالفائدة الكبيرة، مطالبا الشباب بمزاولة العمل بكافة أشكاله خاصة الذين لا يملكون الوظائف. اما عبدالعزيز الغامدي يمارس هذه التجارة الموسمية منذ زمن فيقول لدي محل خضار ابيع فيه بعض الخضار والفواكه ويتم فتحه خلال شهر رمضان المبارك والحمد لله استفدنا الكثير من ممارسة العمل الحر. اما محمد الغامدي فهو يبيع السوبيا على أحد الطرق في مدينة الباحة حيث يشير الى انه يقوم بحفظ مشروب السوبيا في برادة لكي نحافظ على برودتها ونضع داخلها أكياس السوبيا والتي يتراوح سعرها ما بين 5 إلى 10 ريالات للكيس الواحد، مشيراً إلى أنه يبدأ في عملية البيع من الساعة الثانية بعد الظهر إلى أذان المغرب»، ويعتبر الغامدي انها موسمية مخصصة لشهر رمضان فقط أما بقية العام فإنه لا يجد من يشتريها ويشير إلى أن هناك إقبالا شديدا من الشباب على شرائها وهناك زبائن يأتون يوميًا لشرائها حيث نقوم بجلبها من مكةالمكرمة كل يوم. اما الشاب فالح فيقول: إنه يفضل بيع السوبيا على الجلوس في المنزل خصوصا أنه لم يجد أي وظيفة. وعن الدخل اليومي من السوبيا خلال شهر رمضان أشار إلى أنه يحصد يوميا ما يقارب 200 ريال ويبدأ في عملية البيع من الساعة الثانية بعد الظهر إلى أذان المغرب. يقول احمد الزهراني «أحد الزبائن»: إنه يمر كل يومين لشراء السوبيا، ويقول سعيد الغامدي إن كثيرًا من الشباب تمكنوا من اقتحام مجال العمل في خلال شهر رمضان وإلى وقت قريب كان ينظر اليها بمنظور اجتماعي غير المجدي الذي يطغى عليه طابع ثقافة العيب غير أنه في الآونة الاخيرة استطاع الكثير من هؤلاء الشباب أن يسجلوا نجاحًا ملحوظًا في مجالات العمل المختلفة وتحدي البطالة وأن العمل ليس عيبًا.