ونحن في أوائل شهر رمضان المبارك حرّي بنا أن نحسن النوايا حتى نغتنم فرص هذه الأيام المباركة في مواسم الخير فالنية بمثابة جواز مرور العمل وقبوله وهي لا تخفى على العليم بالسّر وما يخفى..عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل في الحديث القدسي(إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل ، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها) رواه مسلم وقد روي الحديث أيضاً في الصحيحين) وإنه لحديث عظيم يؤكد فضل الله الكريم ورحمته بعباده وفيه باب مفتوح للخير يبعث الأمل في النفوس القانطة..فكثير من الناس يغفل عن أهمية النية وأثرها في العمل.. وحرّى بكل منا أن يحسن نيته مع الله ويطهّر قلبه من الحقد والبغض ويكفّ عن الغيبة و النميمة والحسد فإن لم يستطع لدناءة نفسه وخبثها وضعف إيمانه فلينوِ في قلبه أن يفعل ذلك بصدق ولينوِ أن يرتدع عن الظلم والمكر وأكل الحقوق والمواريث والادعاء بالباطل لعلّ الله يكتب له الحسنات في هذا الشهر الفضيل لكن الشرط أن يحتسبها من أجل الله..وحرّى بكل منا أن يخطط لاقتناص الفرص في هذه الأيام المعدودات التي تمرّ سراعاً مابين الأكل ولهو الحديث والفراغ وغيرها دون أن يشعر بها أحد إلا من رحم الله وهو الفضل يؤتيه من يشاء ويمنعه عمن يشاء.. ومن النيات المطلوبة والمندوب إليها في هذا الشهر الكريم: • نية ختم القرآن ولكن ليس قراءة عابرة سريعة يفاخر بها كالذين يختمونه لعدد من المرات دون وعي وتدبر وعظة ونية حسنة للعمل بأحكامه والانتهاء عن نواهيه. • وقبلها نية التوبة الصادقة النصوح من جميع الذنوب ومنها ما ذكرته آنفاً وغيره مما ارتكبه في الأيام الخالية. • نية أن يكون الشهر بداية انطلاقة جديدة نحو الخير والعمل الصالح والاستمرار عليه وترك القبيح والمنكر والغي وقول وشهادة الزور والعدوان وأكل الحرام وخيانة الأمانة. • الكفّ عن الإفساد بين الناس والسعي بالباطل وحب إشعال الفتنة والتحريض والاصطياد في الماء العكر كما يفعل بعض النساء كفعل (حرب البسوس). • نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذه الأيام المعدودات التي تضاعف فيها الأجور التي ترك الجزاء عليها الواحد الأحد لنفسه جلّ في علاه (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.) رواه البخاري ومسلم. • نية تصحيح السلوك والخلق فبعضنا غفر الله لهم يصومون عن الأكل والشرب ويفطرون على الغيبة والنميمة وقول الزور ويسمرون إلى الفجر ثم يتقاعسون عن أداء الأعمال في اليوم الثاني ولا يركزون فيها ويبخسون الناس أشياءهم ويقضون النهار تسلية لصيامهم على لهو الحديث ولا حول ولا قوة إلى بالله. • نية وضع برنامج مليء بالعبادة والطاعة يشمل الليل والنهار استغلالاً للفرص والموسم. • نية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأقربين ومن حولهم ولاسيمّا من يعولون لأنهم سوف يسائلونهم يوم القيامة. ويكفي موعظة الحديث المعروف الذي رواه ابن حيان عن أبي هريرة والطبراني في الأوسط عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين فسئل عن تأمينه عليه السلام فقال أتاني جبريل عليه السلام فقال (رغم أنف أمريء ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقلت آمين ثم قال: رغم أنف إمريء أدرك رمضان فلم يغفر له قل: آمين فقلت: آمين ثم قال رغم أنف إمريء أدرك أبويه فلم يدخلاه الجنة ( المعنى ببرهم الذي يكون سبباً لدخول الجنة)قل آمين فقلت آمين) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (ومعنى رغم أنفه أي سقط في الرغامة والتراب وهذا كناية عن ذلّه واهانته) وإنه لحديث موعظة وعبرة فرمضان هو الفرصة للمغفرة وكثير من الناس أهلكهم التسويف والتواكل فلم يعد عليهم رمضان وصحوا وهم في قبورهم .. لكن من يتعظ؟!! • أما قبل الختام فهو الانتباه إلى ما يصرفه المرء من وقت على المسلسلات والبرامج التي تستشري في رمضان وتقدم الغث واللهو واستعراض الفنانين والفنانات والدرامات التي تكشف المفاتن والعورات ليلاً نهاراً..دونما واعظ أو ضمير وكأنها تحارب الناس في دينهم وتفوّت عليهم فرص صرف أوقاتهم فيما ينفع رغم أن أغلب القنوات تعيدها بعد رمضان لكنها تصرّ على ملء الوقت في الأيام المعدودات بما يلهي الناس وتروج له وتعلن عنه. • ودور الراعي والراعية المسؤول عن رعيته في أسرته كبير خاصة للنشء الذين يسخرون ممن يسترعى انتباههم إلى ذلك وغداً سوف تسأل ويسألون وكذلك للأقرباء والأصحاب ومن حوله حتى يساهم كل منا ايجابياً في إصلاح المجتمع الذي استخف البعض فيه بشهر رمضان فأصبح يمثل لهم شهر لقاءات وأكل وشرب وسهرات. دوحة الشعر.... يا أول العشر في رمضان وافيني تغلغل الشجو في نفسي فسّريّني [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (45) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain