ما زالت قضية ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية هي الشغل الشاغل للمستهلك هذه الأيام في شهر رمضان. ومازالت دعوات المقاطعة تلقى صدى كبيرا لدى الكثير من المستهلكين الذين أكدوا أن ندرة حملات التفتيش على المحلات والمراكز التجارية أدت إلى التمادي في رفع الأسعار.. واعلنوا أن حملات المقاطعة على شبكات الإنترنت هي الطريقة الوحيدة لتوصيل سخط المستهلك إلى المسؤولين بشكل فعال وواضح. واقترح بعض المستهلكين قيام الجهات المختصة بعمل حملات لتوعية التجار بحال المواطن محدود الدخل.. وتوضيح أسباب رفع التجار للأسعار ليتجنبوا سخط المستهلكين ليكون التجار أكثر شفافية وفاعلية. من خلال جولة قامت بها »المدينة» داخل بعض المراكز التجارية والمولات الكبيرة بجدة والتي تكتظ بعدد كبير من المواطنين لاستطلاع آرائهم الذين تذمروا من الوضع الحالي للأسعار المحلية ومن الارتفاعات المتواصلة في بعض المواد الغذائية التي تتغير »على حد قولهم« يومًا بعد يوم مطالبين بوضع حلول عاجلة لتلك الارتفاعات التي أرهقت المواطن ذا الدخل المحدود. وأجمع عدد من المستهلكين في السوق السعودي أن السبب وراء زيادة تلك الأسعارهم التجار حيث يعدون المتحكم الرئيسي في أسعار السلع داخل السوق المحلي. *الحل الجذري يقول فيصل الأمير ناشط في إحدى حملات مقاطعة البضائع المرتفعة: إن بعض التجار يستغلون قلة وعي المستهلك لزيادة أرباحهم عن طريق رفع الأسعار وما يشجعهم على التمادي في ذلك هو القصور الذي نلاحظه من جمعية حماية المستهلك التي لم نر أي حراك حقيقي لها منذ أن تم إنشاؤها. واضاف: أعتقد أن قلة حملات التفتيش على المحلات والمراكز التجارية والبقالات لها اثر بالغ في تمادي التجار برفع الأسعار. وأشار إلى أن حملات المقاطعة التي تقام على شبكات الإنترنت هي الحل الجذري لمشكلة التلاعب في الأسعار.. وهي الطريقة الوحيدة لتوصيل سخط المستهلك إلى المسؤولين بشكل فعال وواضح. ومضى يقول: نحن في حملات المقاطعة نهدف إلى أكثر من غاية ولكن أهمها هي توعية المستهلك بأن ارتفاع الأسعار ليس إلا بسبب جشع التجار وبأنه يستحق أفضل من ذلك. *حملة توعية للتجار ويوضح المواطن عبدالوهاب عبدالله موظف حكومي أن ذوي الدخل المحدود والفقراء هم من يشعرون باختلاف الأسعار وارتفاعها ومن يعانون من ذلك خلافا عن غيرهم. ويقول: التجار بالطبع ليسوا من هؤلاء البسطاء فلا أعتقد أنهم سيشعرون كما يشعر المستهلك البسيط، بل ان منهم من يتخذ زيادة الرواتب والمكرمة الملكية وشهر رمضان كمبرر لرفع أسعاره دون مراعاه لأحد، وأنا أنصح الجهات المختصة بعمل حملة لتوعية التجار بحال المواطن المسكين. * توضيح الاسباب بينما يعتقد وحيد منصور موظف علاقات عامة أن زيادة الأسعار ترتبط بجوانب كثيرة منها ارتفاع تكاليف النقل بسبب ارتفاع سعر الوقود ومنها اختلاف المناخ من مكان لآخر مما قد يسبب تلف بعض البضائع التي تتأثر بالمناخ ومنها ارتفاع المواد الخام مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المشكلات التي تواجه التجار حتى تبلغ بضائعهم ليد المستهلك. ويضيف: إن توعية المستهلك بالظروف والتغيرات العالمية ضرورية لفهم الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار ويأتي هنا دور الإعلام والجهات المختصة للقيام بهذا العمل، وأعتقد أن على جميع التجار أن يكونوا أكثر شفافية وفاعلية لتوضيح أسباب رفعهم للأسعار ليتجنبوا سخط العامة عليهم. وارجع عدد من التجار أن زيادة الأسعار والارتفاعات المتكررة لبعض السلع وعدم ثباتها على حدً معين يعود لارتباط تلك السلع بالاقتصاد العالمي الذي يعد متحكمًا رئيسيًا في الارتفاع والانخفاض.