تحولت الاختناقات المرورية بمكةالمكرمة عامة والمنطقة المركزية بصورة خاصة خلال شهر رمضان المبارك الى هاجس امام الراغبين في الوصول الى الحرم على الرغم من الحلول التى تطرح من حين الى آخر. وفي حين اقترح البعض إخلاء المنطقة المركزية من السيارات الصغيرة وتطوير خطط النقل بحافلات النقل الجماعي التي تنقل الزوار والعمار والمصلين من وإلى الحرم، رأى البعض الآخر ضرورة تهيئة المواقف الواقعة خارج المنطقة المركزية بشكل اكبر لتستوعب السيارات القادمة إلى المسجد الحرام بحيث تتوقف السيارات الصغيرة بها بالاضافة الى التوسع في الخطة الترددية التي تم تطبيقها في شهر رمضان وتسريع الجهود لخروج مشروع شبكة القطارات الداخلية الى النور .. وبالاضافة الى ذلك يتفق الجميع على اهمية اعادة النظر في ضيق الشوارع في مكة وفصل حركة المشاة عن السيارات لتسريع الحركة لاسيما وان المشاريع الجارية حاليا يمكن ان تمثل صعوبة نحو الحل الشامل في الوقت الراهن . (المدينة) استطلعت آراء عدد من المسؤولين الذين سلطوا الضوء على التكدس المروري داخل المنطقة المركزية مبدين عددا من الحلول التي قد تسهم في القضاء على هذه المعاناة بصفة دائمة . تعميم مسارات للنقل الجماعي في البداية دعا مدير فرع شركة النقل الجماعي بمكةالمكرمة احمد عبدالرحمن المغربي الى تخصيص مسارات لحافلات النقل الجماعي مشيرا الى ان الخطة المرورية تساهم في التخفيف من التكدس ويمكن تفعيل ذلك بواسطة لجنة النقل العام المكلفة من سمو امير منطقة مكةالمكرمة. واضاف ان الترددية حققت افضل النتائج وكانت سببا في سرعة نقل الركاب مقترحا ان تتبلور لتشمل كافة المسارات ذات الكثافة العالية من الركاب والمستفيدين من الخدمة .وقال انه يصعب ايجاد خطط مرورية مقترحة في الوقت الحالي بسبب المشاريع القائمة حول المنطقة المركزية ودعا الى وجود بدائل كالعربات المعلقة والسيور المتحركة مؤكدا ان القطار يعتبر من اهم العوامل المنتظرة لفك الاختناقات المرورية للفصل ما بين حركة المشاة والسيارات. ويطالب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة طلال بن عبدالوهاب مرزا بضرورة الفصل بين حركة المشاة والسيارات لضمان سير الحافلات بأمان وحركة سريعة ملمحًا الى ان اماكن بيع تذاكر الحافلات ايضا اسهمت في اعاقة الحركة ولابد ان يكون هناك مواقع خاصة ببيع التذاكر بعيدة عن الزحام والتكدس ودعا الى الاستعانة بوسائط نقل عامة من خلال المخطط الشامل وايجاد قطارات ارضية تنقل العمار والزوار من مداخل مكة الخمسة الى المسجد الحرام . اما مدير عام النقابة العامة للسيارات المكلف بالانابة عبده بن احمد يماني فطالب ببنية تحتية قوية مشيرا الى وجود شوارع عديدة تحتاج لاعادة نظر من حيث الاتجاهات وفصل حركة المشاة عن السيارات. ورأى أن حركة النقل الترددي ساهمت في تخفيف المعاناة ونامل استمرارها مع تخصيص مسارات للحافلات مؤكدا انه ينبغي ايضا اعادة النظر في تخطيط المنطقة المركزية وان يكون لها مداخل ومخارج في كل الاتجاهات مشيرا الى ان هناك وسائل نقل فعالة فيما لو استخدمت مستقبلا كالقطارات والمونوريل ستحقق اختراقا نوعيا في انهاء المشكلة . وأشار الى ان اسطول النقابة يهمه بالدرجة الاولى وظيفته الاساسية وهي نقل الحجاج ولكن لايمنع ان تشارك بعض الشركات الان في نقل المعتمرين وتؤدي عملها. وألمح إلى ضرورة ان يعاد النظر في موضوع انشاء الابراج الكبرى حول الحرم لاتاحة الفرصة للمشاة. زين العابدين: طرق خاصة للمشاة والتوسع بالنقل العام دعا وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والمشرف العام على المشاريع المركزية التطويرية بالمشاعر المقدسة الدكتور حبيب زين العابدين الى ضرورة التوجه الى النقل العام بوسائله المختلفة كالمترو والحافلات والتكاسي والمنوريل مشيرا الى ان دخول الاف السيارات الصغيرة للمنطقة المركزية من الطبيعي ان يحدث زحاما واختناقا في الحركة المرورية . واشار الى ان الشركة الكندية القائمة على المخطط الشامل ترى انه من المفروض ان يكون هناك نظام سير مع نظام المترو والتاكسي كما ينبغي ان يكون هناك طرق مظللة خاصة بالمشاة لمن أراد المشي، واضاف ان قطار المشاعر المقدسة في حال وصوله الى مكةالمكرمة سيساعد على حل المشكلة عندما يرتبط مع قطار الحرمين القادم فترتبط الشبكة الداخلية مع الشبكة الخارجية. قاضي: القطارات المعلقة وسيلة ضرورية للنقل اشار وكيل وزارة الحج حاتم قاضي الى ان الاختناقات التي تشهدها مكةالمكرمة وتحديدا المنطقة المركزية تراكمية قديمة تزداد مع زيادة اعداد الحجاج والمعتمرين، مشيرا الى ان الجهود كانت منصبة خلال السنوات الماضية على محاولة ايجاد محاور لفك هذه الاختناقات كايجاد نقاط فرز ومواقف سيارات في مخارج مكة واضاف ان طبيعة مكةالمكرمة الجغرافية تلعب دورا في هذه المشكلة مقترحا ايجاد وسائل نقل أخرى خفيفة وعلوية لاعلاقة لها بالوسائل الارضية ومن ذلك القطارات المعلقة. وشدد على اهمية وجود شبكة نقل متطورة و مراعاة الجوانب الفنية في المشروعات الجديدة كمشروع الشامية الذي سيوفّر في تصميماته آليات نوعية لفك الاختناقات وانسيابية الحركة الزايدي: توسعة الشوارع الداخلية اعتبر عضو مجلس الشورى والمشرف على فرع جمعية حقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة سليمان عواض الزايدي الطبيعة الجغرافية تحديا كبيرا للحركة المرورية في مكة مقترحا توسعة الشوارع الداخلية وتفعيل إنشاء قطار المترو الذي يحظى باهتمام سمو أمير المنطقة كما اقترح تشغيل قطار المشاعر لنقل القادمين من الطائف وضواحيها مع ضرورة توفير النقل العام عند محطة الوصول لإيصال الزوار الى المسجد الحرام وتكثيف النقل العام بالمنطقة المركزية العجلان : تطبيق النقل الترددي ومشروع الطريق الأخضر قال اللواء سليمان العجلان مدير عام المرور إن المنطقة المركزية أصبحت لا تحتمل الكم الكبير من السيارات القادمة الى الحرم الشريف خصوصا في موسمي رمضان والحج لافتا الى اتخاذ حلول خاضعة للتقييم تتمثل في الخطة الترددية التى تتضمن نقل المعتمرين من نقطة المرور المتمركزة في محبس الجن الى الحرم المكي الشريف ومن ثم العودة في نفس المسار . وأضاف أنه تم تطبيق التجربة على طريق الملك عبدالعزيز بالمسار المتجه للحرم ويعمل مابين حي العزيزية وأجياد وتم تخصيص النفق الموصل للحرم للنقل العام ذهابا وعودة لخدمة الركاب مشيرا الى ان الخط الأول يوصل إلى نفق السوق الصغير بينما الثاني يتجه إلى أجياد والعودة لحي العزيزية بنفس النفق. وتدرس الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع اللجنة الرئيسة للنقل بمكة إمكانية توحيد اتجاهات السير في بعض الشوارع الرئيسة التي تشهد اختناقات مرورية عالية، خاصة في موسمي الحج ورمضان. وتعكف اللجنة الهندسية بالإدارة على إعداد مشروع بعنوان الطريق الأخضر، بحيث يتيح الحرية للنظام الآلي لتشغيل الإشارات المرورية تتابعيا لضمان عدم تكدس السيارات عند الإشارات، وخاصة المتتالية منها على مسافات قريبة. العمري : المخطط الشامل يحل المشكلة من جانبه أشار اللواء جزاء العمري مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة الى نجاح الخطة الترددية التي تطبق في شهر رمضان المبارك مشيرا إلى أنها ساهمت في تخفيف الاختناقات المرورية التي تعاني منها المنطقة المركزية. ونوه بأن رجال الأمن يعملون بروح الفريق الواحد مشيرا الى ان المخطط الشامل لمكةالمكرمة سيحل جميع مشكلات الحركة المرورية حال تطبيقه مستقبلا. الزهراني: 8 محطات للنقل بالمركزية من جهته دعا مدير عام الطرق بمنطقة مكةالمكرمة المهندس مفرح الزهراني الى تخصيص 8 محطات رئيسية للنقل بالمنطقة المركزية في باب علي وباب الملك والشبيكة واجياد القصر واجياد المستشفى والغزة والراقوبة مع ربطها بالمواقف الخارجية الموجودة في مداخل مكةالمكرمة الرئيسية لنقل المعتمرين والمصلين عبر أسطول من الحافلات على مدار الساعة. . كما لفت الى اهمية تخصيص حافلات في حالات الطوارئ عند وجود اعداد متزايدة من المعتمرين او المصلين خاصة في العشر الاواخر من الشهر الكريم . وشدد على اهمية تشكيل فريق للمتابعة مكون من وزارة النقل وامانة العاصمة المقدسة وادارة المرور ومعهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج وعدد من الجهات ذات العلاقة تحت اشراف امارة منطقة مكةالمكرمة من معاناة الاختناقات المرورية وتخفيف الضغط على المنطقة المركزية.