حين قدّم جنرالات تركيا استقالتهم الجماعية كانوا يعتقدون أنهم دشّنوا جولة «عض الأصابع» مع التوجه الإسلامي في البلاد الذي يمثله حزب العدالة والتنمية.. وكانوا يخططون لأن تكون هي الجولة الأخيرة في معركتهم لنصرة تيار علمانية العسكر. هكذا كان يفكر من اتخذ القرار وسط الجنرالات وغاب عنه ان يقدم المبرر والذريعة وربما الفرصة التي اختصرت المسافة بين رجب طيب اردوغان ومشروعه ليفاجأ الجنرالات بقفزة «أردوغانية» ليست في الهواء.. لم تكن الاستقالات ازمة بل كانت فرصة ربما طال انتظارها ليدشن أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» مشروعه الاصلاحي في غياب العسكر نحو تحديث اسلامي ناضج بامتياز يلبي احتياجات الحلم التركي بارتداء القبعة الأوروبية. مشوار تركيا نحو الجمهورية الثانية كيف بدأ؟ وهل تستطيع تركيا أن تفلت من مرحلة الانقلابات وتدخل مرحلة التخلص من سيطرة النظام العسكري ؟وهل سلم الجنرالات أسلحتهم بالفعل ام ارادوها هدنة محارب ؟ وهل استسلموا أم يرون أنها جولة ؟ وما هو شكل الدستور الجديد بعد ان أصبح دستور 1982 ثوباً ضيقاً على تركيا كما يقول اردوغان ؟ وفي النهاية هل تجربة تركيا قابلة للاستفسار في حالات أخرى مثل الحالة المصرية. خصوصاً وأن بعض الممارسين للسياسة في مصر يعتبرونها النموذج؟ تساؤلات يطرحها هذا الملف في محاولة للإجابة عليها.