أعربت اسرائيل عن استعدادها للتفاوض مع الفلسطينيين على اساس حدود 1967 (ولكن دون الالتزام بها) كما اقترح الرئيس الامريكي باراك اوباما، في محاولة لثنيهم عن التوجه للامم المتحدة في سبتمبر لطلب انضمام دولة فلسطين الى المنظمة الدولية، وهو ما اعتبره الفلسطينيون لعبة «علاقات عامة». وتأتي هذه المبادرة بينما يفترض ان يضع الفلسطينيون اللمسات الاخيرة على صيغة طلب انضمامهم الى الاممالمتحدة في الاجتماع العربي المقرر عقده اليوم وغدا في الدوحة. وكان مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه قال إن «جهودا تجري منذ عدة اسابيع لاعادة اطلاق عملية السلام والسماح باستئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين»، وأضاف ان «الفكرة هي ان يتخلى الفلسطينيون عن مشروعهم التوجه من جانب واحد الى الاممالمتحدة، موضحا ان الجهود تهدف الى «وضع اطار يسمح باستئناف المحادثات». وأكد ان واشنطن تقف وراء هذه الجهود المدعومة من قبل الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والاممالمتحدة). وكان اوباما اعلن في مايو للمرة الاولى ان الدولة الفلسطينية المنشودة يجب ان تقام على اساس حدود 1967 «مع تبادلات يتفق عليها الطرفان»، وامام الانتقادات اللاذعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، اعلن اوباما بعد ايام امام لجنة العلاقات العامة الامريكية الاسرائيلية انه يعني ان «الجانبين سيقومان بالتفاوض حول حدود مختلفة عن تلك التي كانت قائمة في الرابع من يونيو 1967» بعد ان تؤخذ في الاعتبار «الحقائق الديموغرافية الجديدة على الارض واحتياجات الطرفين». وقال المسؤول الاسرائيلي «نتحدث عن الخطاب الثاني لاوباما الذي قال فيه ان الحدود التي سيتم التفاوض عليها لن تكون حدود 1967 وهذه لغة نستطيع التعايش معها». الا ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات دعا نتانياهو الى ان «يعلن بنفسه موافقته امام العالم ووسائل الاعلام على ان حدود عام 1967 هي مرجعية المفاوضات وعلى وقف شامل للاستيطان في جميع الاراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية»، واضاف عريقات ان «ما سرب ياتي في اطار العلاقات العامة»، معتبرا انه «بدون ان يعلن للعالم موافقته على وقف الاستيطان ومرجعية حدود 1967 ستستمر حلقة العلاقات العامة والاعلام التي يتقنها نتانياهو». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح في في كلمة امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير في 27 يوليو ان «خيارنا الاول والثاني والثالث هو المفاوضات». لكنه اضاف انه «بعد فشل الرباعية في وضع اسس للمفاوضات على اساس وقف الاستيطان ومرجعية حدود عام 1967 لدولة فلسطين اصبح الان الوقت متاخر للمفاوضات». من جهتها، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الثلاثاء عن رئيس الوزراء الاسرائيلي في خطاب امام لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في الكنيست ان اوباما اوضح خلال خطابه ان الطرفين سيتفاوضان على «حدود ستكون مختلفة عن تلك التي كانت موجودة في 1967»، واضاف نتانياهو «انها صيغة معروفة بشكل جيد لمن عملوا عليها لجيل كامل اذ تسمح للطرفين بحساب التغييرات التي حصلت خلال 44 عاما منها الحقائق الديمغرافية الجديدة على الارض واحتياجات الطرفين». وتشمل حدود الرابع من يونيو 1967 الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وقطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن نتانياهو تأكيده مجددا اهمية الاعتراف باسرائيل «دولة يهودية»، وهو امر يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع، وبحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية فان نتانياهو تشاور مع رئيس مجلس الامن القومي ياكوف اميردور قبل ان يقرر قبول الصيغة المقترحة من قبل اوباما كأساس للمفاوضات. وفي غياب اي احتمال جدي لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل المتعثرة منذ عشرة اشهر، يستعد الفلسطينيون للطلب من الاممالمتحدة انضمام دولة فلسطين خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر المقبل. وقد أعلن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه ان المنظمة تستعد لاطلاق حركة شعبية سلمية بمشاركة الملايين الى الاممالمتحدة في 20 سبتمبر المقبل ودعمه. وقال عبدربه غداة لقاء مع ممثلي الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية وممثلي مؤسسات اهلية في رام الله ان «المجتمعين اتفقوا على اطلاق حملة شعبية في اليوم الاول من بدء دورة اجتماعات الاممالمتحدة في 20 سبتمبر»، واضاف ان الحملة تحمل اسم «فلسطين 194»، في اشارة الى عدد الدول الاعضاء في الاممالمتحدة بعد انضمام فلسطين.