تناولت المسلسلات السعودية مع أول أيام رمضان مساء أمس عدة موضوعات متنوعة في أفكارها وطروحاتها، وكل مسلسل تناول موضوعًا معينًا بطريقته الخاصة، وبأسلوب يدمج ما بين محاور عديدة: «قوة الطرح الجاد».. و«الابتسامة الهادفة».. و«الارتكاز على الموقف الحدث».. وإن كان مسلسل «طاش ما طاش» -كما جرت العادة في كل عام- يطرح في أولى حلقاته فكرة جماهيرية تجعل المشاهدين في حالة ترقّب. وأما مسلسل «سكتم بكتم» فكما أشرنا هنا في «المدينة» يوم أمس، فقد تناولت الحلقة الأولى من هذا المسلسل موضوع الخطوط الجوية السعودية والتطرّق إلى سلبياتها ومعاناة المسافرين، واستطاعت الحلقة أن تسجل نجاحًا مميزًا أمس. فيما كان موضوع «التعليم» هو فكرة الحلقة الأولى من المسلسل الجديد «قول في الثمانيات». التعايش في أولى حلقات مسلسل «طاش ما طاش» في عامه ال 18، جاءت الحلقة بعنوان: «التعايش» من تأليف عبدالله بن بجاد، وكان المشاهدون يترقبون ما ستؤول إليه هذه الحلقة خصوصًا وأنه منذ الوهلة الأولى من بدايتها جاءت مستفزة، وتعزف على وتر الدين والتشدّد التي سبق وأن تناولها المسلسل في عدد كبير من حلقاته الأعوام الماضية، وتشير إلى وجود الفئتين: «الصحوية» ويقوم بأدوارها أشخاص ذوو لحى، وفئة «الليبراليين» والذين يتحدثون عن الانفتاح والحرية، وتطرّقت الحلقة للصراعات بين الحركتين، سواء كانوا صحويين أو ليبراليين، فدارت أحداث الحلقة بين أبناء العمومة.. ناصر القصبي الذي قام بدور «أحمد» الكاتب الصحافي الذي يكره التشدّد ويطالب بالحرية والانفتاح، والفنان عبدالله السدحان الذي قام بدور المتديِّن المتشدّد، وامتدت خلافاتهما إلى الكتابات في الصحف والإنترنت بعد أن اتهما بعضهما البعض بالاتباع للخطط الغربية والانتماء إلى القاعدة والتطرّف.. فحكم عليها القاضي بالسجن مع الجلد، وأثناء تواجدهما في السجن قابلا «السجين القاتل» والذي قام بدوره الفنان المبدع جميل علي وكان يستهزئ بالاثنين داخل السجن، فمرة ينتقد «أحمد» بأنه كثير المطالبة بالحوار مع الطرف الآخر وهو لا يتحاور مع ابن عمه، ومرة يهاجم السدحان بمطالبته بصلة الرحم وهو لا يصل ابن عمه، وبعد أن ظلّا في السجن قرابة التسعة أشهر شاهدا بعضهما البعض، وتغيّرت الأفكار نحو بعضهما البعض، فأحمد كان يصلي وقام بمساعدة شخص باكستاني ذي لحية طويلة، فسدّد عنه دينه، وأخرجه من السجن، والسدحان ساعد شخصًا غير مسلم في السجن، وكان يجلس بجانبه أثناء مرضه داخل السجن، وبعد إحساسهما بالذنب خرجا وأصبحا عائلة واحدة بعد أن ورثا عن جدّهما أرضًا واحدة ليعملا فيها سويًا بوصية أوصلها لهما أحد المحامين. وقامت الحلقة بعرض مقتطفات من كلمة لخادم الحرمين الشريفين، ومطالبته بعدم تقسيم الناس إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان مثل: العلماني والليبرالي والإسلامي المتطرف وغيره، واختتمت الحلقة بالأغنية الوطنية الرائعة «يا بلادي واصلي» للفنان أبو بكر سالم بالفقيه. وبشكل عام فقد جسّدت هذه الحلقة من «طاش» أن التعايش يجب أن يكون دائمًا بين أبناء الوطن لأن الهدف منه خدمة الأهداف السامية التي يسعى إليها الإنسان. الناقل الحصري وفي أولى حلقات مسلسل «سكتم بكتم»، وكما أشرنا في «المدينة» يوم أمس، تم مناقشة موضوع حلقة الخطوط السعودية.. “الناقل الحصري” لخطوط الطيران في المملكة، فتطرّقت الحلقة إلى المعاناة التي لا تنتهي مع المسافرين، فضرب الفنان فايز المالكي على وتر “الواسطات” في الحجوزات، بالإضافة إلى تأجيل الرحلات وإلغائها دون احترام للمسافرين الذين يوجد بينهم من هو مضطر للسفر بسبب حالة وفاة أو مراجعة ضرورية لإحدى المستشفيات، وعلى كثر الانتظار في المطار وضع المالكي له خيمة في المطار بانتظار رحلته إلى أبها التي تأجلت حتى بلغ من العمر عتيًا. الحفلة جسّدت في فكرتها موضوعًا يهم الكثير في المجتمع، ولذا فإن الحلقة نجحت في إيصال رسالة واضحة المعاني إلى من يهمه الأمر. وتشير «المدينة» إلى أن الحلقة الثانية من مسلسل «سكتم بكتم» مساء اليوم ستكون بعنوان «كلنا سعوديين». التعليم ومن جانب آخر ناقشت الحلقة الأولى من المسلسل الجديد “قول في الثمانيات” موضوعًا مهمًا جدًا والذي كان عنوان الحلقة وهو: «التعليم»، وتم تناول هذا الموضوع المهم من عدة جوانب، فظهر الفنان حسن عسيري في الحلقة وهو يلبس «الخوذة» الواقية من الرصاص، ويذهب إلى المدرسة بسيارة «مصفحة» ضد الرصاص خوفًا من اعتداء الطلاب عليه، فظهر عسيري وهو يرسل برقية إلى المسؤولين بوزارة التربية والتعليم يطالب فيها باسمه وباسم جميع معلمي المملكة بحمايتهم من اعتداء الطلاب عليهم، في إشارة إلى ما تم تناوله في الفترات الأخيرة حول ظاهرة تعرّض بعض المعلمين من الاعتداء من قبل بعض الطلاب. وتشير «المدينة» إلى أن الحلقة الثانية من هذا المسلسل مساء اليوم ستكون الجزء الثاني من نفس الموضوع: «التعليم».