* ذكرني زميلنا الكريم الدكتور محمود دوعان بما كتبه في زاويته المقروءة بهذه الصحيفة والموسومة: «أئمة الحرمين الأعلام.. الشيخ عبدالعزيز بن صالح أنموذجًا» ذكرني بسيرة هذا الإمام الكبير وسماته وشمائله المتعددة التي عرفها عنه أهل الجوار في طيبة الطيبة وغيرهم من زوار المسجد النبوي الشريف والمسلمين على قبره الشريف الذي ضم جسده الطاهر وجَسَدَي خليفتيه سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر - رضي الله عنهما-. * لقد نشأنا في البلدة الطاهرة نسمع ترتيله المؤثر في المحراب النبوي وترتيل رفيقه الشيخ عبدالمجيد حسن، ونسمع خطبه المؤثرة من فوق منبر سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، داعيًا الناس في رفق وسماحة، وأزعم أنني على مدى السنين التي قضيتها- منذ النشأة في البلدة الطاهرة- لم أسمع منه تعنيفًا ولا تكفيرًا لأحد من أهل القِبلة. * كان إذا دخل المسجد قبل صلاة المغرب وقف للسلام على الحبيب الأعظم - صلى الله عليه وسلم- ثم جلس في وقار حتى يرتفع الأذان ندياً من منائر المسجد وكان - رحمه الله- رفيقًا بالمؤذنين فلقد أخبرني أحد أشهر المؤذنين والحفظة لكتاب الله الأستاذ عبدالستار بخاري - رحمه الله- بأنه إذا تغيب عن «المُكَبّرية» لسبب وآخر سأل عنه، وأخبرني الشيخ المحدِّث عمر جاد فلاتة - رحمه الله- بأنه عندما توفي رجل من عامة الناس أتوا بجثمانه بعد صلاة العشاء مباشرة وصلوا عليه في الروضة الشريفة، وكان الشيخ ابن صالح قد فرغ - للتو- من إمامة الناس، فسأل الشيخ عمر عن الميت فأخبره فطلب أن يصلي عليه في محراب الإمامة حتى يشعر أهله بمنزلته لديه ويزداد دعاء الناس له. * كما أخبرني شيخنا محمد حميدة -أمد الله في عمره- وكان من أقرب الناس إلى الشيخ ابن صالح بأنه عندما طلب- رحمه الله- رفع راتب الإمامة في المسجد لم يشمل نفسه بتلك الزيادة، كما أخبرني- نفسه- بأنه في التسعينيات الهجرية وبعد رحيل الشيخ عبدالمجيد للرياض، طلب من الصفوة من حفظة كتاب الله من أمثال: الشيخين علي كماخي ومحمد منصور عمر وربما سواهما مؤازرته في إمامة الناس ولكنهما اعتذرا، واستعان بعد ذلك بالشيخ محمد الثاني رحمه الله والشيخين إبراهيم الأخضر ومحمد أيوب. * بقي الكثير مما يقال عن شمائل الشيخ ابن صالح، فرحمه الله رحمة الأبرار وبارك في البقية من أئمة المسجد النبوي. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain