لو أنفق العالم لحل مشكلة الجوع والمرض ، ربع او خمس أوسدس ما ينفقه على التسليح ، لما بقي على ظهر الأرض جائع ولما تمكنت الأمراض البسيطة من الفتك بملايين الفقراء الذين لا يجدون ثمن العلاج حول العالم . البشرية تنفق على الموت وتجارته المزدهرة ، الكثير الكثير من ثرواتها ، تحقيقا للمثل الشعبي الشهير (( موت وخراب ديار )) . وهو ما يحدث فعلا ، حيث تنفق الدول الكبرى على كل حرب من حروبها غير المبررة تريليونات الدولارات ، فيما تنفق الدول الصغرى ترليونات الدولارات على صفقات السلاح ومشاريع التسلح بشقيها التقليدي وغير التقليدي . المسألة لا تقتصر فقط على نفقات التسلح ، ولكنها تمتد إلى ظاهرة العبث في البيئة التي تكلف البشر من أرواحهم وامنهم وسلامتهم ، وأموالهم الشيء الكثير . يعني ان تخريب البيئة ليس عملا ضارا ومؤذيا من حيث نتائجه على سلامة الإنسان فقط ، ولكن ضرره يمتد إلى حجم الانفاق الضخم الذي يدفع فاتورته جميع سكان العالم . استهلاك البترول الجنوني في النشاطات الصناعية ، هو أحد أسباب تفاقم مشكلة البيئة التي تتجسد أول ما تتجسد في ظاهرة الاحتباس الحراري . والمشكلة أن النسبة الأغلب للنشاط الصناعي في العالم المتقدم ، ليست مخصصة لتلبية الاحتياجات الضرورية للبشر . بمعنى آخر فإن النسبة الأكبر من منتجات الصناعة ، تدخل ضمن دائرة العبث ومبالغة الإنسان المعاصر في البحث عن المزيد من الرفاهية . كل ما يحدث على صعيد البيئة هو نتيجة لسيطرة ثقافة الاستهلاك التي سخرت الرأسمالية العالمية كل وسائل التأثير ، بغرض نشرها . لقد أصبح العالم كله عبارة عن سوق كبير ، وكل ذلك يحدث بهدف بقاء دورة رأس المال في الاستمرار ، فالرأسماليون الكبار من أصحاب الشركات متعددة الجنسية وأرباب اللوبيات الصناعية الضخمة ، يتفننون في اختراع المزيد من وسائل الرفاهية التي تتحول بمرور الوقت إلى ضرورات ، ووسائل الإعلام وشركات الإعلان تمارس قدرتها على مخاطبة نزعة التملك لدى الإنسان عبر التأثير على فكره وحواسه ، للتسويق لكل أنواع السلع والخدمات . أعتقد أن التاريخ سيسجل حقبة الرأسمالية كأكثر الحقب حماقة في تاريخ البشر . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain