أن تموت من الجوع وأن تتلاشى اشرف من أن تسرق وطنا وتخون اهلك ، هكذا ببساطة هي حكاية السيل وقضية كل الذين سطوا ونهبوا بإخلاص ورقصوا على أشلاء الضحايا وبأنانية مفرطة غادروا المكان تاركين الموت لأناس لا ذنب لهم إطلاقا سوى أن قدرهم أوقعهم في مخالب الماء وعلى يد أناس ظنوا أن الحكاية ستنتهي وأن لا أحد سيتبعهم وسبحان الله الذي سخر السيل ليفضح الذمم ويكشف الخسة التي حركتهم من مكانهم إلى مكان آخر ومن ثرائهم إلى قيود وحساب وعقاب وهم اليوم يحاكمون بتهم الفساد وقتل الأرواح البريئة ، تلك الأرواح التي ماتت غرقا من جراء السيول التي قتلت وأتلفت الممتلكات في سويعات وبحجم ألم ومأساة الموت التي عاشها الضحايا وذووهم الذين ذاقوا مرارة اليتم وجراح الفقد هانحن اليوم نقترب من النهايات وننتظر حكم الله في كل خائن ،الحكم الذي حتما سيطفئ جمر الجراح وأملي في أن يكون العقاب قاسيا ورادعا لكي يعرف الجميع قيمة المسئولية وحجم الذنب الذي صنعته المشاريع التي كانت من قش فكانت الكارثة، لكن أن تكون مواطناً هشاً مملوءاً بسوء الأدب وقلة الأخلاق التي تنسيك الحق وتدفعك نحو الجنون فهي القضية التي قدمت للوطن العقوق على يد إرهابيين ولصوص وهو الذنب العظيم !!.. النفوس الكبيرة يا سادتي لا تخون ولا تسرق لأن كنزها في الحياة القناعة والنفوس الجميلة لا تقبل إطلاقا لا قرشا ولا هللة بالحرام ، لكن النفوس الخسيسة هي تلك النفوس العفنة التي لا تفرق بين الخسة والشهامة كما لا تهتم إطلاقا بالقيم وترمي بكل ماهو مثالي بعيدا عنها لتحيا في بذخها النتن وتأكل وتستمتع وتسافر ، ومثل هذه النفوس لا تهاب الخطأ وتسرق كل ما تجده أمامها وبقدرة الشياطين تتحول الأجساد إلى عفاريت والكروش إلى مستودعات كبيرة لا تشبع أبدا ولا همّ لها سوى ذاتها فقط وتتصرف بعبث وكأن حياة الناس لا قيمة لها وبرغم فزعي وخوفي وحزني مما حدث لجدة والمنكوبين فيها من جراء السيل إلا إنني كنت على يقين من أن العقوبة ستطول كل الفاسدين, وفي هذا حياة للوطن أولا وللناس ثانيا وبكل القسوة فإني ارجوألا نعاملهم بلطف ونرأف بحالهم ونتحفظ على مشاعرهم بإنسانية ومن ثم نقول رحم الله الموتى الذين نالوا الشهادة على يد عدوهم الضمير الميت ولأن مثل هذه الضمائر لا تليق بأن نسميها ضمائر أبدا لأنها ماتت قبل موعد الموت بسنين و لكي لا يكون الفساد كلمة ويكون الموت خاتمة تعيسة لفعل من يد وسخة أقول آن لنا أن نحتفي باليوم هذا الذي ننتظره وهو اليوم الموعود ....،،، (خاتمة الهمزة) ...( وحدها الذاكرة أصبحت أثقل حملا ...ولكن من سيحاسبنا على ذاكرة نحملها بمفردنا ) وعلى صوت سكاكين الموت اخط كلماتي لتصل للوطن أولا وللمواطن الذي ارجوه أن يكون للوطن كل شيء مفتاحه ومحراثه وعينه وصوته ولسانه وأصابعه وقامته وهامته ، لكي يحيا الوطن آمنا في حنان أبنائه وبناته المخلصين وهي خاتمي ودمتم .
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain