تسابق أندية «زين» الزمن لإنهاء تعاقداتها مع اللاعبين المحترفين الأجانب قبل انتهاء فترة التسجيل، حيث يكلف التعاقد مع اللاعبين الأجانب الأندية أموالا طائلة ما تقع بسببها في أزمات مالية، خاصة بعد زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى أربعة لاعبين بشرط أن يحمل الرابع الجنسية الآسيوية. أكثر الصفقات التي تعقدها الاندية تفشل، لأسباب كثيرة قد يكون منها مستوى اللاعب فنيًا بحيث يكون ضعيف وأقل من اللاعب المحلي، وكذلك ظروف اللاعب الشخصية وعدم تأقلمه مع الأجواء وجميعها تساهم وساهمت في فشل كثير من اللاعبين الأجانب في ملاعبنا. في حواري وأحياء المملكة وجدة بشكل خاص العديد من الموهوبين في كرة القدم «مواليد مقيمين « لهم من الموهبة الفطرية والطاقة الجسدية والرغبة في التفوق مايؤهلهم لكي يحتلوا الصدارة. ولا يوجد ما يمنع الأندية من التعاقد مع هؤلاء للاستفادة من موهبتهم بعقد احترافي تستطيع الأندية بموجبها توفير المبالغ الطائلة التي تصرفها مقابل استجلاب لاعبين عالميين ...»المدينة « تطرق هذا الباب المقفول وتلتقي بأصحاب الشأن لاعبين موهوبين اتخذوا من الحواري ملعباً لهم.. حلم ينتظر أحمد عبده 20 عاماً والده كان من لاعبي الحواري وهو أيضًا اتخذ من الحارة ملعباً له وكان يحلم بأن يحتضنه «الاستاد الكبير» حتى يستطيع أن يظهر كل ما يملكه من موهبة ومقدرة ومهارة كان يمكن أن تؤهله لكي ينافس فريقه الفرق العالمية هو يحلم وظل يحلم حتى بلغ 20 عامًا هذه السن التي كان يمكن أن يكون فيها ممن يشار له بالبنان وهو يعلم سلفاً أن الحواري أنتجت معظم اللاعبين الكبار وحتى الآن يعاودهم الحنين ليأتوا ويلعبوا في الحارة وهذا ليس عيباً ولكنه دليل على مقدرة لاعب الحارة وموهبته، وقد أشاد بلعبه الكابتن صالح الداود والكابتن محمد نور وهناك العديد من الشخصيات الرياضية التي أشادت بلعبه وهناك عروض أتته من بعض أندية دول الخليج للالتحاق بها ولكنه يحب البلد الذي ولد وعاش وتربى فيها ويتمنى أن يحتضنه بمنحه الفرصة. طموح عالمي باسم علي 18 سنه طموحي لا يحده حدود يثق في نفسه ومقدرته لهذا يتطلع إلى الآفاق العالمية حتى يستطيع أن يكون مايراه ومايسعه حلمه الكبير لهذا يحلم بمانشستر وبرشلونة ويرى فيهما الدافع إلى الاستزادة من التمارين والتفوق وصقل الموهبة. هناك من سنحت ظروفه في اللعب مع أحد فرق الناشئين وحالته الظروف دون استيعابه. عبدالله صالح الكثيري 18 سنة اشترك ولعب وطلبه إداري بأحد الأندية ولكن النظام حال دون استيعابه وهو يقول في ذلك بأن هذا العائق يحول دون الكثيرين من أصحاب المواهب الذين لا يجدون مكاناً لهم تحت الشمس ولايجد لاعب الحارة من يتبنى موهبته وقدرته، وفي هذا يتمنى الكثيري من الجهات المسؤولة أن تستثني هذه المواهب بالسماح لها باللعب في القطاعات السنية حتى تتجلى مهاراتهم ومن خلال هذا التجلي يستطيع اللاعب أن يمضي قدماً بعد إقناع المحيطين به. عشق كروي وافي أحمد عبدالله 18 سنة شارك في معسكر لأحد الأندية ونال إعجاب المسؤولين وأظهرت تجربته في اللعب بكل المراكز أنه من أقدر اللاعبين الذين سيكون لهم شأن اذا ماوجد الفرصة الملائمة وقد سبق له اللعب بدوري في إحدى الدول الخليجية وهو الآن يمارس عشقه الكروي في حواري جدة. وهناك من استسلم للواقع وحالت الظروف دون تحقيق حلمه الكروي حذيفة صلاح الدين 21 سنة لعب في كأس الأمم الإفريقية للناشئين تلقى العديد من العروض من خارج المملكة ولكنه انتمائه وحبه لهذا البلد ورفض والده كانا سبب رفضه لما عرض عليه ..الآن اتجه إلى الدراسة ولكنه لم ينس»المستديرة» فهو يمارسها في كل سانحة أولاً لحبه لها وثانياً للمحافظة على لياقته عسى ولعل أن يجد فرصة في مستقبل أيامه. لوائح وأنظمة كان لابد من التحدث مع بعض المسؤولين للوقوف على جوانب هذه المشكلة ورؤية الحل لهذه الأقدام الشابة . مدير مكتب رعاية الشباب بجدة أحمد روزي دافع عن نظام تسجيل المواهب وأكّد بأنه غير مسموح لغير السعوديين بالتسجيل في الأندية وهذا النظام معمول به في جميع دول العالم وليس السعودية فقط. امنحوهم الفرصة المنسق المحلي للاتحاد الآسيوي والمساعد السابق لمدير مكتب رعاية الشباب بجدة يوسف فروان طالب ببحث هذا الموضوع بشكل جدي «لماذا لا يمنح الأجانب المولودين في السعودية فرصة حتى نستفيد منهم خاصة وهم قد تطبعوا بعادات وتقاليد المملكة، وأصدق مثال على ذلك إحدى الدول الخليجية التي أثبتت أنها على درجة من الذكاء والدراية فقد منحت فرصة للاعبين باستقطابهم لكي يلعبوا بصورة قانونية وبوضع سليم. هاني كتوري مدير أكاديمية نادي الاتحاد يقول موضحاً أنه سبق وأن اقترح بمنح الفرصة لثلاثة من الموهوبين للانخراط في منظومة البراعم كبداية ومن ثم يتم التبني بصورة رسمية مشيراً بأن كرة القدم لعبة عالمية ولغتها واحدة. وأوضح كتوري أن هناك من يكتشف المواهب ويقدمها لنادي الاتحاد الذي بدوره يقوم بتبني هذه المواهب والعمل على صقلها والاستفادة منها ولكن للأسف هناك الكثير من المواهب الأجنبية التي لا تستطيع التعامل معها بحكم النظام. مواهب محلية أيّد مدير الفريق الأولمبي بالنادي الأهلي محمد عسيري فكرة السماح للموهوبين من المواليد المقيمين من المشاركة مع الأندية وإعطائهم الفرصة، لكنه يرى بأنه كخطوة أولى يسمح لهم باللعب في الفئات السنية وعلى ضوئها تدرس حالات المواهب للاستفادة من الخبرات وبالرغم من أن لديهم إدارة مستقلة للموهوبين لكنه يعزو عدم إعطاء الفرصة لهم إلى أن ربما هناك اتجاه لإعطاء الفرصة للاعب المواطن فالمملكة كبيرة وشاسعة وإعداد المواطنين في ازدياد كل يوم وبالطبع يزداد عدد اللاعبين لهذا يرى أن هذه ربما تكون من أسباب عدم احتضان المواليد المقيمين وإعطائهم الفرصة للعب في الفرق السعودية. المشرف السابق على أبناء العميد الكابتن وائل باشادي الذي يعمل حاليًا متطوعا لاكتشاف المواهب أشار إلى أن هناك موهوبين يمتلكون مهارات عالية لا تستطيع التفاوض معهم حول استيعابهم رسمياً في الأندية ويقترح بأن يتم السماح بمشاركة 3 لاعبين من المواليد المقيمين مع أندية الدرجة الأولى خاصة وأن هذه الدرجة لا يسمح بها تسجيل لاعبين محترفين أجانب، كما أن للفئات السنية دور في إبراز ما يمكن إبرازه من موهبة اللاعبين لهذا يرجو السماح لهم بذلك.