لا خلاف بين اثنين أن هنالك مشكلةً حقيقيةً في الدوائر والقطاعات الحكومية لدينا من حيث التعامل والاتصال ، على الرغم من وجود فئةً من الموظفين والموظفات الحكوميين الذين يخففون وطأة المشكلة بحسن تعاملهم مع الآخرين إلا أنه يبقى هنالك فئةً غالبةً لا تحسن تلك المهارات . ما حصل الأسبوع الماضي في الجامعات السعودية من شغب في جامعتي أم القرى ولحقتها جامعة الملك خالد ، لا يكشف فقط عن كارثة سوء تنظيم تسجيل الطالبات للحصول على مقعد جامعي يكفل لهن دراسة مجانية حكومية ، ولكن يكشف عن جزء آخر خفي من مشكلة أعظم هو دفع الطالبات للغضب بسبب التعامل السييء . قالت طالبة قامت بالتسجيل في جامعة حكومية أن الموظفة كانت تصرخ عليها بسببٍ وبلا سببٍ وكان آخر جزء من التوبيخ هو : عندما تدرسين أولاً وتحصلين على مقعد جامعي فكري كيف تحولين إلى تخصص آخر !! مالا يدركه كثيرون أن الطالبات والطلاب في معظم الجامعات –على غرار معظم القطاعات الحكومية- يتم التعامل معهم بفظاظةٍ شديدةٍ تحت دعوى تقويم السلوك ، وهي نفس الدعوى التي كانت تشيع بين العائلات عند التربية بضرورة التوبيخ والضرب كي يكون ابناً أو ابنةً صالحةً . من الضروري على مدراء الجامعات السعودية والقطاعات الحكومية الأخرى أن يفرضوا دراسة دورة مهارات اتصال وضبط الغضب على كل موظف أو موظفةً ابتداءً من طاقم الأمن الإداري ، على أن تكون هذه الدورة مرتبطة بتطبيق نظام يمنع العنف اللفظي مع أي زائرٍ أو زائرةٍ أو طالبٍ أو طالبةٍ ، ويتم تحديد جزء العقوبة بالتنبيه أولاً ، فالغضب لا يولد إلا الشغب .
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (75) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain