المذبحة البشعة التي وقعت بالنرويج مؤخرا ، أعادت الحديث عن خطر الجماعات اليمينية المتطرفة المنتشرة في كافة أرجاء أوروبا . الحديث عن هذه الجماعات جاء محملا بنبرة لوم ذاتي عند البعض ، بسبب التركيز على خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة – منذ أحداث سبتمبر - وإهمال خطر الجماعات اليمينية الغربية قومية كانت ام دينية . صحيفة الإندبندنت البريطانية قالت في افتتاحيتها التي نقلها موقع بي بي سي الإلكتروني بتاريخ 25 / 7 : ((إن أجهزة الاستخبارات غضت الطرف عن خطر النازيين الجدد في السنوات الأخيرة وركزت بشكل رئيس على الإسلاميين المتطرفين )) . وأضافت الإندبندنت : ((إن قوة اليمين المتطرف زادت خلال السنوات الأخيرة في شتى أنحاء أوروبا بسبب الخوف من الإسلام أو ما يسمى ب»الإسلامفوبيا )) . وجاء في الافتتاحية أيضا : (( إن أحزابا سياسية تبدو في ظاهرها « محترمة» لعبت دورا كبيرا في تأجيج هذه الأفكار السامة )) . أما صحيفة الغارديان فقد نشرت تقريرا ربطت فيه بين نشاطات جماعات يمينية بريطانية وبين الشخص المدان بتنفيذ الاعتداءين في النرويج : (( إن بداية بريفيك مع التيار اليميني المتطرف كانت في اجتماع حضره في لندن عام 2002 )) . المسألة إذن ليست مسألة حادث فردي ارتكبه متطرف أو حتى معتوه ، المسألة كما يبدو تصل إلى مستوى الظاهرة نفسها ، وهو ما دفع برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى إصدار أوامره لأجهزة الأمن ، بالتأكد من أنها تتعامل بجدية شديدة مع تهديدات الجماعات اليمينية المتطرفة في بريطانيا . أما السبب الرئيس في انتشار هذه الظاهرة ، فهو حالة ( الإسلامفوبيا ) التي أشارت إليها الغارديان والتي قامت أمريكا والأنظمة الغربية المقربة منها ( بريطانيا ، فرنسا ، ألمانيا ، إيطاليا ) ، بترسيخها لتعبئة الرأي العام في الحرب على ما يسمى بالارهاب . إنني لا أقصد هنا ان انفي تهمة الارهاب عن بعض المسلمين ، لكني ألفت النظر فقط لسكوت الإعلام الغربي عن دور حكوماته المشبوه في صناعة بعض التنظيمات الإسلامية المتطرفة أو على الأقل في دعمها ، في نفس الوقت الذي كان يواصل فيه تعبئة الرأي العام ضد كل ما هو إسلامي . يبدو أن السحر انقلب على الساحر . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (7) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain