في البدء أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المشرف على الدراسات العليا في الجامعة الدكتور الشيخ صالح بن غانم السدلان أنه على الشباب الابتعاد عن الغيبة والنميمة، حيث إنهما من المنهيات في الصيام وغيره ولكن في الصيام أشد وأحرى ويفصل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ من صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ)، وكذلك عليهم المحافظة على أداء صلاة التراويح في جميع ليال رمضان وليس كما يفعلها البعض منهم من اندفاع في أول الأيام وتكاسل في أوسطها وآخرها بل عليهم المحافظة على هذه الصلوات في جميع أوقاتها، مبينا أن هناك خطأً قد يقع فيه البعض وهو أن يهجروا المساجد القريبة منهم ويتوجهوا للمساجد البعيدة أو مسجد بعينه إما رغبة في ذات المسجد أو في إمامه، ومن الهدي أن لا يكون ذلك إلا مع المساجد الثلاثة التي نص عليها الحديث؛ لفضلها عن سواها من المساجد، وعليهم التنبه إلى أمر يقع فيه كثير من الناس من الذين يستقبلون الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات كبيرة دون الاستعداد للفوز بعظيم الثواب في هذا الشهر الكريم. التلاوة والتدبر من جانبه طالب الشيخ عازب آل مسبل رئيس لجنة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمجلس الشورى جميع الشباب بل جميع الناس بالمحافظة على صلاة الجماعة في جميع الأوقات في بيت الله، وكذلك ختم القرآن الكريم مرة على الأقل تلاوة وتدبرًا، مع المحافظة على صلاة التراويح والتي عليهم عدم التفريط بها في هذا الشهر الفضيل، مع حرصهم على الاعتكاف في الليالي الوترية من العشر الأواخر على الأقل، وكذلك عليهم مراعاة أمور مهمة قد يغفلوا عنها أن يقوموا بصلة الأرحام وزيارتهم مرة خلال الشهر، وأن يبادروا لإفطار بعضهم البعض ليكسبوا أجر إفطار صائم. وشدد آل مسبل الشباب على ضرورة توقف الشباب عن متابعة قنوات التلفزة والمسلسلات لأنها تأخذ أوقاتهم وتضيع عليهم أجر صيامهم وعليهم البعد عنها قدر الإمكان وذلك بمحاربة أنفسهم من التعلق فيها ومقاومتها بقراءة القرآن والأذكار والصلاة والصيام. تضاعف الحسنات وأوضح الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي أن شهر رمضان ليس كباقي الشهور فهو فرصة ثمينة، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم، فهذا الشهر لن يتكرر إلا إذا انتهى أحد عشر شهرا ولن نضمن حياتنا فيها ولكن على الشباب اقتناص كل دقيقة بل كل ثانية في كسب الثواب في هذا الشهر الفضيل لأن الحسنات تتضاعف فيه وعلى المرء ألا يضيع مثل هذه الأيام لأنها عندما تذهب فلن تعود. وبين الوهيبي أن شهر رمضان هو الذي أنزل فيه القرآن كما قال ربنا سبحانه وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فعلى الشباب أن يحافظوا على ختم كتاب الله لأكثر من مرة وألا يكون تفكيرهم مقتصرا على مرة واحدة بل عليهم وضع جدول مخطط ومدروس له كي يستطيعوا ختم كتاب الله لأكثر من مرة وليحظوا بهذا الشهر وأن يكون شاهدا لهم لا عليهم. تحسين الأخلاق وانتقد المستشار القضائي الدكتور محمد بن صالح الدحيم تساهل الشباب في ممارسة الغيبة والنميمة والقيل والقال في هذا الشهر وأن البعض منهم وللأسف يصوم عن الأكل والشرب فقط، ولكنه لا يتورع عن الامتناع عن الأمور الأخرى وكأن رمضان فقط مخصص للامتناع عن الأكل والشرب وليس عن كل شيء، وبين أن الغيبة والنميمة التي يفعلها الشباب والفتيات قد تفسد صومهم وكما قال نبينا محمد صلى الله عليهم وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، فعليهم تحسين أخلاقهم قبل كل شيء وألا يكون صومهم من أجل الامتناع عن طعامهم وشرابهم فقط. شهر مميز وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر الحنيني ضرورة استغلال شهر رمضان على أكمل وجه وعدم التفريط فيه وألا يكون كباقي الأشهر، فهو شهر مميز عن بقية الشهور ولا يمكن أن يكون هذا الشهر كباقي الشهور نظرا لحرمته وأنه وكما قال ابن عباس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس وكان أجود ما يكون في رمضان)، فهذا الشهر كان يفضله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الجميع الاقتداء به.