لم تكن موقعة «العباسية» وليلتها الدامية فقط أشبه بموقعة الجمل التي أنهت فعلاً عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك ..لكنها كانت قمة جبل الجليد الذي انتهى بالتخوين وإثارة الغبار حول المال السياسي وبدأ بتكفير الأفكار والمعتقدات المخالفة كأسلوب غير مباشر حيناً ومباشر أحياناً لتكفير معتقنيها بما في ذلك الربط بين العلمانية والكفر وبين الديمقراطية والخروج عن الدين ليصل إلى اتخاذ منهج التكفير مدخلاً لإهدار دم المخالفين وإعلان الحرب ضدهم. الأخطر في أحداث العباسية هو تصريحات رسمية صدرت قبلها وبيانات لحقت بها .. تدين بغير دليل مقدم أو مستند معلن حركة 6 ابريل هذا التيار الذي لعب دوراً كبيراً في تفجير الثورة والعمل على تكوين رصيد من الافتخار الثوري منذ عام 2008 وواجه شراسة النظام الأمني السابق بكل ضراوته بصدور عارية وبدت إدانة هذا التيار وكأنه ادانة مبكرة للثورة نفسها. لقد بات نقاء الثورة وطهر الثوار على المحك .. وباتت مصر في مفترق طرق .. وبعد أن كشفت تصريحات السفيرة الأمريكية في القاهرة وإفاداتها أمام الكونجرس عن حركات سياسية تلقت أموالاً من الخارج جاءت تصريحات اللواء حسن الرويني عضو المجلس العسكري ليس فقط لتكرار هذه الاتهامات بل أضافت إليها اتهامات أبشع دارت حول التخوين والعمالة بما في ذلك التدريب في الخارج وإثارة الفوضى والسعي لأحداث الوقيعة بين الجيش والشعب. ومع جمعة لها ألف عنوان غداً ربما أخطرها عنوان «جمعة الشريعة» بات تساؤل مطروحاً عن مصير مصر والثورة خصوصاً الاتهامات بمال سياسي مشبوه ووجود خونة لهم أجنداتهم وكذلك اجترار الاتهامات المتبادلة حول القلة المندسة ؟ وما هو الحل للخروج من هذا المأزق ؟ وهذه المساحة تحاول البحث عن إجابة لبعض من هذا التساؤلات.