قال مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض أمس: إن المجلس كان عرض قبل شهر على الزعيم الليبي معمر القذافي البقاء في البلاد بشرط تنحيه أولا ولكن هذا العرض انتهى الآن، وأضاف للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد إن هذا العرض لم يعد ساريا. وتابع أنه جرى التقدم بالعرض قبل شهر عن طريق مبعوث الأممالمتحدة عبدالإله الخطيب مع تحديد مهلة مدتها أسبوعان. وأردف قائلا: إن الأسبوعين مرا ولم يعد العرض قائما. وزار الخطيب بنغازي ومعقل القذافي في العاصمة طرابلس هذا الأسبوع سعيا للتوصل إلى نهاية عبر التفاوض للحرب المستمرة رغم أربعة أشهر من الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي، ولم يقدم الخطيب أي تفاصيل حول مبادرته لكن دبلوماسيا قال: إنها تتضمن إعلان وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة لتقاسم السلطة لا تشمل القذافي. وردا على سؤال حول فكرة حكومة تقاسم السلطة قال عبدالجليل: إنها تثير الضحك لكنه لم يقدم تفاصيل. وقال مصدر في المعارضة: إن الخطيب كان اقترح تشكيل مجلس لتقاسم السلطة من خمسة أفراد بينهم اثنان من الموالين للقذافي واثنان من المعارضة لكنه لم يقدم اقتراحا بشأن من يترأس المجلس أو يقود البلاد. وأوضح المصدر أن الخطة كانت ستؤدي إلى تفاقم الحرب الأهلية وأن المعارضين يعتقدون الآن أن الخيار العسكري هو الوحيد الذي ما زال متاحا أمامهم لإنهاء حكم القذافي الممتد من 41 عاما. من جهة أخرى حذر حلف شمال الاطلسي من انه سيقوم بقصف المنشآت المدنية اذا استخدمتها قوات معمر القذافي لشن هجمات بينما قالت الاممالمتحدة ان الاطراف المتناحرة في ليبيا مازالت بعيدة عن الوصول الى اتفاق حول كيفية انهاء الصراع. من جهتها، اعترفت بريطانيا بالمجلس الوطني الانتقالي الهيئة السياسية التي تمثل الثوار الليبيين، «حكومة شرعية» وحيدة للشعب الليبي وطردت الدبلوماسيين الموالين للقذافي. وهدد الحلف الغربي بوضوح بأنه لن يتردد في مهاجمة منشآت مثل المصانع والمخازن والمواقع الزراعية مما تستخدمها قوات القذافي في حربها. وجاء التحذير الثلاثاء بعد يوم من اصطحاب مرافقين حكوميين لصحافيين اجانب الى زليتن شرق طرابلس لاطلاعهم على ما قالوا انه اطلال عيادة طبية قصفها الاطلسي ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص، وقال المتحدث بلسان الحلف الاطلسي الكولونيل رولان لافوا ان الحلف قصف في الايام الأخيرة مصنعا للاسمنت قرب البريقة كانت قوات للنظام الليبي تختبئ فيه وتطلق منه صواريخ من راجمات متعددة الاطلاق، وقال لافوا للصحافيين في مؤتمر عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة من مقر العمليات في نابولي بإيطاليا «اصبحت القوات الموالية للقذافي تستغل بشكل متزايد منشآت كانت يوما لاغراض مدنية»، وتابع «باستغلال تلك المنشآت يكون النظام قد أحالها الى منشآت عسكرية للقيادة وشن الهجمات، ومن ثم تفقد وضعها المحمي السابق وتصبح أهدافا عسكرية مشروعة بل لازمة الاستهداف بالنسبة لحلف الاطلسي». وفي وقت سابق صرح مسؤول للحلف بالقول انه «لا يملك دليلا» على ان منشآت مدنية استهدفت في غارات جوية قرب زليتين الاثنين. وفي لندن قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان «القائم بالاعمال الليبي استدعي الى وزارة الخارجية التي ابلغته باجراء طرد بحقه وبحق الدبلوماسيين الليبيين الذين ما زالوا موجودين» في السفارة. وجاء ذلك بعيد اعتراف بريطانيا أمس بالمجلس الوطني الانتقالي «حكومة شرعية» وحيدة للشعب الليبي. وفي احدث تقرير للعمليات قال الاطلسي أمس أنه قصف آليات عسكرية ومنشآت في محيط طرابلس والبريقة وودان ومصراتة، بينها اربع منظومات مضادة للطائرات في العاصمة فضلا عن اربع مركبات امداد عسكرية ومخزن للذخيرة في زليتين. وفي تلك الاثناء ظهر الليبي علي محمد المقرحي الذي ادين بالسجن المؤبد بسبب دوره في تفجير لوكيربي عام 1988، علنا للمرة الاولى منذ قرابة عامين الثلاثاء في حشد مؤيد للقذافي. ويعاني المقرحي (59 عاما) من سرطان في مراحله الاخيرة، وكان قد افرج عنه من سجنه في اسكتلندا لاعتبارات انسانية في اغسطس 2009. والمقرحي هو المدان الوحيد على خلفية تفجير طائرة بان اميريكان 103 فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية ما اسفر عن مقتل 270 شخصا غالبيتهم من المواطنين الامريكيين. واظهرت الصور التلفزيونية المقرحي وقد بدا هزيلا يجلس على كرسي متحرك في اجتماع لقبيلته دعما لنظام القذافي المحاصر، وكانت اخر مرة يظهر فيها المقرحي في سبتمبر 2009 برفقة نواب افارقة بمستشفى في طرابلس.