يظلنا شهر كريم يتفضل الله به على عباده ،ويختص به خير أمة أخرجت للناس( قد جاءكم شهر رمضان شهرمبارك،كتب الله عليكم صيامه ،فيه تفتح أبواب الجنان ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم أيام معدودات،قليلة العدد, عظيمة الأثر، فيها يغتسل المسلم من أدران ذنوب عام كامل ، ويتخفف من أوزار الخطايا ، وينعم بجزيل العطايا.(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)(كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به). وفيه يتعرض لنفحات الإيمان ؛فيشحن روحه من فيضها ، وتسمو نفسه فتعلو هممها . فماذا أعددنا لاستقباله؟. هل عقدنا العزم على التوبة النصوح وفتح صفحة جديدة نجتهد فيها بالطاعة وتجنب المعصية، مدركين أنه فرصة ثمينة ؛لتدارك مافرطنا قد لاتتاح لنا مرة أخرى فيسبقها الأجل ؛فأكدنا النية على استغلال سويعاته القليلة صياماً حقاً في النهار وقياماُ في الليل والاغتراف من نهر الطاعات قدر استطاعتنا من تلاوة للقرآن الذي يشكو الهجران طوال العام (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)وصدقة وذكر وبر وإحسان وتهذيب للخلق وتقويم للسلوك ووصل لما انقطع من أواصر التواصل وصلة الرحم وتصفية للنفوس من التشاحن والتباغض على عرض من الدنيا الفانية . أم قصرت نظرتنا ؛فلا نرى فيه سوى تكالب على الأسواق لشراء المواد الغذائية وكأنه شهر الطعام لا الصيام ،وتفنن في إعداد الوجبات وإسراف في الموائد نهاراً وملازمة لشاشة التلفاز ليلاً؛ حيث تتكاتف القنوات التي يعج بها الفضاء على شغل كل الوقت في اللهو والتسلية ليلاً في توجه غريب لامبرر له. فنضيع معاني الصيام وغاياته وأهدافه نهاراً واستغلال أوقاته بالصلاة والذكر وشغلها بالطاعات والتواصل ليلاً؛فتتسرب أيامه الثمينه وينسلخ سريعاً لنصحو على تكبيرات العيد تزف التهاني لمن فاز باغتنام الشهر وأكرم ضيافته. لطيفة إبراهيم الأحمدي -جدة