اشتعلت حدة المنافسة بين كبرى الأسواق التجارية لبيع السلع الغذائية والهيبر ماركت مع قرب دخول شهر رمضان -الذي تزداد فيه نسبة الشراء- وبدت أسعار السلع الغذائية -ولاول مرة منذ عرفت الاسواق موجات الارتفاعات المتتالية- تشهد انخفاضات حادة هوت باسعار معظم السلع الى اقل من اسعارها في مبيعات الجملة..! وظهر عرض اليوم الواحد «المغري» كوسيلة سريعة لاستقطاب أكبر قدر من الزبائن والمستهلكين.. الذين باتوا هم بدورهم يلهثون وراء هذه العروض والتخفيضات -غير المعقولة.. بل والمجنونة -على حد وصفهم.. وشهدت اسواق السلع الغذائية بجدة تزاحما كبيرا من المستهلكين الذين تدافعوا نحو بعض الأسواق التي اعلنت اجراء تخفيضات لمدة يوم واحد امس. وظهرت زجاجة عصير الفيمتو -التي يكثر الاقبال عليها في رمضان- لتباع بسعر 195 هللة، وخمس لفات من اللحم المفروم وزن 400 جرام للفة الواحدة بسعر 4.95 ريال، وعلبة حلوى «الكاسترد» بسعر 3.95، وكرتون يحوي 10 دجاجات وزن 900 جرام للدجاجة الواحدة بسعر 79.95 ريال.وبلغت حدة المنافسة ذروتها بتحدي الاسواق الكبرى بعضها لبعض في تخفيض الاسعار والاعلان عن بيع زجاجة عصير الفيمتو بسعر 95 هللة فقط -أي بانخفاض ريال عن سعر السوق السابق- وسعرها في الاسواق يتراوح من 7 الى 8 ريالات وشوربة «كويكر» بسعر ريالين و95 هللة رغم ان سعرها يتعدى 8 ريالات في الاسواق وعلبة حلوى «الكاسترد» بسعر ريالين و95 هللة وسعرها يتعدى الخمسة ريالات في الاسواق. وهكذا.. أصبحت الاسعار في كبرى الاسواق لا تقاوم، وبات المستهلك هو المستفيد من هذه المنافسة. ولكن وفي الوقت نفسه بدت محلات كبرى.. لم تستطع مجاراة هذه التخفيضات شبه خالية من الزبائن بعدما كانت تعج حتى وقت قريب بالزبائن. ولكن مازالت اكبر سلسلة اسواق في جدة «مارد التخفيضات» -على حد وصف البعض - لم يشرع في الاعلان عن تخفيضات بحجم هذه النوعية من التخفيضات.. ويعتقدون ان «المارد» ربما يعلن عن مفاجأة تخفيضات من العيار الثقيل قبل دخول رمضان. حركة البيع والشراء داخل الاسواق لم تقف عندتخفيضات اليوم الواحد.. ولكن شرعت بعض الفروع الجديدة التي افتتحتها بعض سلاسل الاسواق الكبرى بجدة في الاعلان عن تخفيضات كبرى خصت بها هذه الفروع دون غيرها من الفروع الاخرى التابعة لها.. اربكت حسابات المستهلكين وجعلتهم يتدافعون بقوة الى هذه الفروع.. وظهر الفرع يوم الافتتاح مكتظا بالزبائن الذين يبحثون عن السلع المخفضة التي نفدت في غضون ساعات قليلة بعدما اعلن الفرع عن بيع كيس السكر وزن 10 كيلوجرامات بسعر 27 ريالا و50 هللة وكرتون الحليب 12 لترا بسعر 36 ريالًا وكيلو الموز بسعر 1.95 ريال، وكرتون الكمثرى، او الخوخ او البخارى لا يتجاوز سعره 4 ريالات وغيرها من السلع التي انخفضت بنسب كبيرة جدا. ويقول بائع في المحل: طرحنا 6 اطنان سكر في اليوم الاول من الافتتاح نفدت فورًا رغم اننا حددنا كمية لكل زبون بكيسين فقط، ولكن كما ترى هناك تدافعا شديدا وطلبا متزايدا من المشترين للحصول على السكر. * تعاقدات مع المردين ويشرح عماد جلال مسؤول المشتريات باحد اكبر اسواق السلع الغذائية بجدة، التي اعلنت امس عن عروض لمدة يوم واحد سبب التزاحم الشديد في السوق الى رخص الاسعار والتي تقل كثيرا عن اسعار بيعها في الجملة. ويقول: «نبيع كيلو البصل والطاطس بسعر 50 هللة لكل منهم في الوقت الذي تصل تكلفة البصل في حلقة الخضار الى نحو ريال وخمسين هللة أي بنسبة انخفاض 75%، وكيس البطاطس وزن 5 كيلو يباع فوق «البراد» بالحلقة بسعر 13 ريالا و«البراد» -هو الشاحنة الضخمة المحملة بالبطاطس والتي تأتي لتفرغ حمولتها لدى تجار الجملة بالسوق -أي ان تاجر الجملة يشتري الخمسة كيلو بسعر 13 ريالا وبعد اضافة هامش ربح له ومصاريف التفريغ يقفز السعر الى اكثر من 13 ريالا ليصل الى نحو ريالين ونصف للكيلو الواحد أي ان نسبة الانخفاض تصل الى نحو 80% عن سعرها في السوق. ويفسر كيفية اقدام السوق على البيع بهذه الاسعار المنخفضة بانهم بدأوا يتعاقدون مع كبار الموردين بالمملكة ويحصلون منهم على اسعار منافسة وبأقل من الاسعار المعروضة في الاسواق ليتمكنوا من البيع باسعار منخفضة تلبية لرغبة الزبائن الذين يفضلون التسوق لديهم ليستمتعوا باقل الاسعار وأجود المنتجات خاصة مع دخول شهر رمضان.. انتهى كلام مسؤول المبيعات.. ولكن يبقى المستهلك.. * الاستفادة من الجنون يقول هاني امام -وهو شاب في مقتبل العمر كان يسير مع اسرته للتسوق داخل احد الاسواق الكبرى بجدة: قد أغرتنا العروض للمجيء اليوم للتسوق خاصة بعدما رأينا الاعلان عن هذه الاسعار فلا بد أن تدفعنا للشراء حتى وان كنا لسنا في حاجة الى السلع في هذا التوقيت ولكن ان تجد سلعة انت تحتاجها بهذا السعر المغري فهي يجب ألا تترك لأن السعر ربما لا يعوض مرة اخرى. وداخل احد الاسواق الاخرى -التي اعلنت عن عروض اليوم الواحد- يوضح عبدالرحمن عبدالقادر الى انه كان حريصا على شراء كرتون دجاج معروض بسعر 79.95 ريال ويقول: رغم ان الكرتون سوف ياخذ حيزا كبيرا داخل الثلاجة إلا انني مضطر لشرائه لانني اجد فيه نسبة توفير كبيرة فأنا أشتري الدجاجة الواحدة من نفس الوزن بسعر يصل الى 12 ريالا فلماذا لا أشتري الكرتون وانا اجد فيه نحو 40 ريالا توفيرا؟! ومضى يقول: الاسعار اصبحت لا تقاوم، بل اعتقد ان الاسعار اصيبت بالجنون.. ولكنه جنون من نوع حميد ومحبب الى قلوبنا ونتمنى ألا تفيق منه وتستمر على هذه الحالة من الجنون لان المستهلك هو المستفيد من هذه المنافسة او الجنون. وتشير امل عبدالجابر ربة منزل الى انها تنتظر حدوث تخفيضات اخرى ببعض الاسواق التي لم تعلن عن عروض كبرى من هذا النوع. وتقول: انها تخفيضات غير مسبوقة حينما تجد ان كيس السكر وزن 10 كيلو جرامات بسعر 27.5 ريال بدلًا من 39 ريالًا فلا شك انه اغراء يدفعنا للاسراع بالشراء خاصة واننا مقبلون على شهر رمضان الذي تزداد نسبة استهلاك المنازل للسكر فيه.