لحظات قليلة وظهر في بهو المول بالطابق الاول اطول رجل في العالم.. لا ادري اين كان ولا من أين أتى ولكنني فجأة وجدته يتوسط البهو وقد التف حوله عشرات من الشباب والفتيات الذين هرولوا لالتقاط الصور التذكارية معه. كان الرجل ودودا وخجولا.. واحاط به الجميع ما استدعى تدخل رجل الأمن لإفساح الطريق له.. كان يرتدي القبعة الشهيرة التي يطلق عليها قبعة (الكاوبوي) ارتسمت على محيا الرجل ابتسامة حانية وهو يمسح بيده على رأس طفل صغير، ولكن هيهات هيهات فاين هذا الطفل منه. وانت تتابع هذا المشهد ان الصبي يحتاج الى سلم صغير للصعود عليه ليعانق الرجل الذي لا تكاد رأس الطفل تلامس نصف قدمه.. ولكن راس والد الطفل كانت عند منتصف جسد الرجل. مضى اطول رجل في العالم اول امس يتجول في «الردسي مول»، والاطفال الصغار وبعض نفر من الكبار يسيرون في ركابه وأعناق الجميع مشرأبة الى اعلى تطالع الرجل وتتفحص جسده الممتلئ وطوله الفارع فى شيء من الانبهار وكأنه أتى من عالم آخر.. غير عالمنا. في الطابق الارضي داخل المول كان مقدم الحفل يسأل فتاة.. في أي عام افتتح الردسي مول؟ واجابت الفتاة.. في العام 2008، وكانت الاجابة صحيحة وفازت بجهاز تليفون محمول ماركة «نوكيا» وعلت أصوات المشجعين والتهبت حلبة السباق بالتصفيق الحاد والفتاة في حالة من الفرح والسعادة يصعب وصفها.. فهي قد اجابت وفازت وفي هذا اعلاء لشأنها بين اقرانها. استمر الحفل -الذي تنظمه قناة mbc- حتى منتصف الليل والجميع يحتشدون ولا يملون من الوقوف على اقدامهم بعدما تركوا المقاعد المخصصة لهم وفضلوا الوقوف لمجاراة سخونة المسابقة. وبدت المقاعد خلف ظهور الرجال خالية وفي الجهة المقابلة منهم المقاعد المخصصة للنساء ليست احسن حالا فهي خالية ايضا بعدما اثارت حرارة المسابقة وسخونة الاسئلة حماس الجميع وطوال الوقت الايادي مرتفعة الى اعلى فالجميع يريدون المشاركة ودخول التحدي والفوز بالجوائز التي يسيل لها اللعاب وتهفو اليها النفوس. شروق طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات كانت تذرف الدموع لا لشيء الا لأنها -وكما قالت لأمها- انها تبكي لانه لم يقع عليها الاختيار لتشارك مع بقية الاطفال الذين اختيروا بعشوائية لتقديم فقرة من سباق «تعليق المشابك».. وكانت الفقرة تتطلب ان تتسابق مجموعة من الاطفال في تعليق اكبر قدر من المشابك في وجه كل رجل امام كل طفلة ومن تعلق اكبر عدد من المشابك تفوز بالجائزة. على ان سباق استعراض العضلات بين الشباب اكثر إثارة وحبسا للأنفاس وقد وقع الاختيار على مجموعة من الشباب وكل اثنين يجلسان على منضدة ومن يستطيع ثني ذراع الآخر ويجعلها تصل إلى المنضدة يكون هو الفائز . وتمت التصفيات حتى انتهى الامر بالفائز النهائي بجائزة المسابقة التي كانت داخل كرتون كبير مغلف بإحكام ما يوحي بأن ما بداخله هدية ثمينة. أمنك الإلكتروني يحذرك من الأجهزة الصغيرة بالصراف هناك في قلب «الردسي مول» في الطابق الارضي كان يقف حمزة الرفاعي شاب جامعي انيق وبجواره معز محمد علي طالب بالمرحلة المتوسطة يستقبلان العوائل القادمة للتو الى المول وفوق منضدة.. كانا يبادران باستقبال العوائل والاطفال الصغار يوزعون عليهم كتيبات صغيرة بعنوان (العب ولون وتعلم) هذه الكتيبات اعدتها الادارة العامة للعلاقات والاعلام بالامن العام للاطفال ومعها منشورات تحمل عنوان (سلامتك في يدك) و(أمنك الالكتروني في يدك) والاخيرة بالطبع موجهة للكبار. تحتوي المنشورات على معلومات قيمة يحتاج الكثيرون للتعريف بها والتعرف عليها اهمها احتياطات استخدام الصراف الآلي لتوعية المستخدمين بحزمة من 7 نصائح يجب عليهم تجنبها منها.. ضرورة التأكد من عدم وجود اجهزة صغيرة وغريبة تكون ملحقة بالجهاز واهمية مباشرة واجهة الماكينة لمنع التلصص على رقمك السري. كما انه عند فقدان البطاقة يجب التبليغ فورا عن فقدانها ويفضل عدم طباعة ايصال للعملية اذا كنت لا تحتاج اليه والحذر وعدم الوثوق بأي شخص يعرض المساعدة. كما تنصحك التعليمات ألا تكتب الرقم السري الخاص ببطاقتك على اي ورقة خارجية. واخيرا تجنب صياغة الرقم السري حسب تاريخ الميلاد او رقم الجوال لسهولة سرقتها ممن يعرفك. يقول معتز الذى يجد متعة في هذا العمل: أستقبل الزائرين بهذه المنشورات والهدايا الرمزية للأطفال واحصل منهم على اجمل شيء وهو عبارات «شكرا لك» «يعطيك العافية» «ما قصرتم» وأرى الفرحة والبهجة على وجوه الأطفال الذين اوزع عليهم الكتيبات والألوان والمراسم والأكواب الفخارية الصغيرة المرسوم عليها شعار الامن العام.. ويعودون مرة اخرى لطلب المزيد منها.. وفي الختام حقا انه مهرجان على كل لسان.