عن دار التكوين الدمشقية، صدرت مؤخرًا الترجمة العربية الأولى- في وقتها المناسب- لكتاب «تمرد الجماهير»، للفيلسوف الإسباني خوسيه أورتغا إي غاسيت، من ترجمة علي إبراهيم أشقر الذي يعد من أهم مترجمي اللغة الإسبانية في سورية. ويعتبر كتاب «تمرد الجماهير» من أهم مؤلفات الفيلسوف الإسباني وأكثرها شهرة، لأنه يتناول أهم واقعة ثورية في عصرنا: وصول الجماهير إلى سدة السلطة الاجتماعية، وما نتج عن ذلك في الفكر والثقافة والسياسة أيضا. يكتب المؤلف عن ظاهرة تمرد الجماهير المرصوفة على أنماط الوعي التقليدية، وانحيازها إلى السياسة، باعتبارها ظاهرة العصر الحديث، بما تنطوي عليه من إيجابية ومخاطر جديدة. وقد ولد المؤلف «خوسيه أورتغا إي غاسيت» عام 1883 في مدريد، ودرس الفلسفة وحصل على الدكتوراة عام 1904 برسالة عن «مخاوف السنة الألفية: نقد أسطورة». ثم سافر إلى المانيا، حيث حضر محاضرات في الفلسفة الحيوية وفي النزعة الكانطية الجديدة، قبل أن يعود إلى إسبانيا ليساهم في الحياة الأكاديمية والثقافية لمجتمعه، فأسس عام 1915 مجلة «اسبانيا» ثم مجلة «الغرب» التي تعتبر من أفضل المجلات الأدبية والفكرية في عصرها. دخل ميدان السياسة في عهد ديكتاتورية، داعيا إلى الحريات الديمقراطية وعودة الحياة النيابية، وقيام الجمهورية، وعندما قامت الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936، غادر إسبانيا، ولم يعد إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وتوفي سنة 1955.