للمخرج الشاب قاسم الأمريكي الإفريقي. الفيلم يستعرض عائلة أمريكية مسلمة والصراع بين الأم (الممثلة المعروفة نيالونج) المعتدلة دينيًا والملتزمة بتعاليم الإسلام الحنيف بمرونة ودون مغالاة، والأب المتشدّد الذي يصر على إدخال ولده مدرسة لتحفيظ القرآن مديرها أمريكي باكستاني متطرّف؛ مما يدفع بالأم إلى أن تنفصل عن زوجها ويتفقان على أن تتولى هي تربية ابنتها (تقوى) بينما يتولى هو تنشئة الابن (طارق). الفيلم يركز على سلوك الولد والبنت تجاه المجتمع المحيط بهما، بينما طارق يحاول إخفاء هويته الإسلامية بين أقرانه في الجامعة، ولا يشتكي لوالده من المعاملة العنيفة التي عومل بها في مدرسة تحفيظ القرآن وهو صغير؛ مما ولّد لديه عقدة وخللًا في شخصيته، فهو يجامل زملاءه في الجامعة، ويشرب معهم الممنوعات، ويخفي هويته الإسلامية بأن يطلب منهم مناداته «t» اختصارًا لاسمه، بينما أخته التي تربّت مع أمها باعتدال لا تخجل من كونها مسلمة، وتعيش حياتها الجامعية بثقة مع الاختلاط بزملاء الجامعة في حدود تقاليدها الإسلامية دون أن تثير حفيظة أحد. يعرض لنا الفيلم هيئة التدريس في الجامعة نموذجين من أعضائها، رئيس الجامعة فرانسيس (قام بدوره الممثل المعروف داني جلوفر) وهو ينصح الأستاذ جمال المدرّس المسلم المحبوب وسط طلبته أن لا يعلن انه مسلم حتى لا تنقطع إعانة مموّلي الكلية؛ لأنهم بيض بروتوستانت، وهذا قمة النفاق الاجتماعي من رئيس الجامعة، ويحاول أن يفرض وصايته الفكرية على الأستاذ جمال ولكن جمال يرفض، ولو أدى ذلك إلى استقالته. يستعرض لنا المخرج الطالب المسلم حمزة زميل طارق في السكن الجامعي وخطيبته، مسلم واضح متصالح مع نفسه هو وخطيبته ويتعامل مع باقي الزملاء على اختلاف معتقداتهم بسلاسة دون عقد أو مشاكل. يستغل المخرج أحداث 11/9/2001 للوصول إلى الاحتقان الذي حدث بالمجتمع الأمريكي بين مؤيد للمسلمين ورافض، من خلال تعرّض الفتيات المسلمات في أمريكا للاضهاد من زملائهم بالجامعة، مما يدفع طارق للدفاع عنهم، وإعلان أنه مسلم، بينما يقف في صفه أحد الزملاء المعتدلين، ويدافع معه عن شقيقته تقوى وزميلتها خطيبة حمزة. من الجهة الأخرى يقدم العميد فرانسيس استقالته من الجامعة، بينما يبقى جمال الأستاذ صاحب الأفكار الحرّة الليبرالية، والمقبول من طلبته على اختلاف معتقداتهم. الفيلم دعوة للتسامع الديني والأخوة بين فئات المجتمع وخاصة الأمريكي الذي ما زال يعاني من العنصرية. استخدم المخرج أسلوب العودة إلى الماضي (flash back) وخاصةً مع البطل طارق لإظهار التعذيب البدني الذي تعرّض له في المدرسة الدينية، والتعذيب النفسي الذي تعرّض له من قبل والده. الصورة تعبّر عن الشاهد، تتابع للقطات والموسيقى التصويرية كان اختيارها بين الشرقي والغربي جيد طبقًا لتتابع المشاهد، إلا أن المخرج أوقعنا في التباس بداية استخدامه للعودة إلى طارق وهو طفل لكنه تدارك هذا الأمر، واتضح المعنى.