في تصوري أن إنشاء مركز ثقافي في المدينةالمنورة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013 خطوة يتبعها خطوات أخرى، على اعتبار أن المدينةالمنورة عاصمة للثقافة منذ أن اختارها الرسول صلّى الله عليه وسلّم مكانًا للهجرة ومنطلقًا للإشعاع الإسلامي. «المدينةالمنورة» تاريخيًّا ضاربة في القدم حيث كانت تُسمّى «يثرب» وسكنها العديد من الأقوام العربية حتى جاء الإسلام، وكوّن بها دولة إسلامية. وتزخر هذه المدينة بالكثير من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية سواء قبل الإسلام أم بعده. وأدّت المدينةالمنورة دورها الرائد منذ عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، مرورًا بعهد أصحابه حيث توافد إليها الكثير من أجل النهل من العلوم الدينية والشرعية، ومازالت تؤدّي دورها التاريخي والحضاري على مر الأزمان، وحظيت المدينة باهتمام كبير من ولاة الأمر -حفظهم الله- فجاءت توسعة المسجد الحرام، وتخطيط المدينة تخطيطًا حضاريًّا يليق بها وبمكانتها العظيمة. وأظن أن من المناسب جدًّا البدء في إنشاء معلم حضاري بارز يزيد من ألق المدينة، ويضفي لها لمسة عمرانية وجمالية. وأتمنى أيضًا من الجامعات السعودية وخصوصًا الجامعة الإسلامية القيام بالبحث والتنقيب عن جميع معالمها الأثرية، وخصوصًا الإسلامية وحصرها والتعريف بها في شكل مطبوعات تصل لجميع المثقفين والمثقفات في أنحاء العالم الإسلامي. (*) نائب رئيس أدبي الباحة