أصدر برنامج الأممالمتحدة للتنمية تقريره لعام 2010م وفيه يصنف دول العالم من حيث التنمية الإنسانية إلى أربع فئات، فئة الدول ذات المستوى العالي جداً، أو العالي، أو المتوسط، أو المنخفض، وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة والخمسين بين دول العالم مما يضعها في الفئة الثانية وهي الدول ذات المستوى المرتفع من التنمية الإنسانية. يستند تصنيف البرنامج على مؤشر يسمى مؤشر التنمية الإنسانية وينطلق المؤشر من فرضية أساسية مفادها إن معدل الدخل القومي للفرد، وهو المقياس الاقتصادي العالمي المتعارف عليه لقياس ثروة الأمم، ليس كافياً في حد ذاته لقياس التنمية الإنسانية، لذلك فإن المؤشر يضيف إلى معدل دخل الفرد معيارين هامين هما المدى المتوقع للعمر ومعدل التعليم، ومع أن المملكة تحتل الترتيب التاسع والثلاثين في معدل دخل الفرد إلا أن إدخال العاملين الآخرين يدفع بالمملكة إلى المركز الخامس والخمسين، أو المركز الخامس بين الدول العربية خلف الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت وليبيا، وفي هذا العام بالذات أضاف برنامج الأممالمتحدة ثلاثة معايير أخرى، الأول منها يسعى إلى تقويم مدى المساواة أو عدم المساواة بين فئات الناس، والثاني يقوم الفوارق بين الجنسين، والثالث يبنى على مدى وجود الحرمان المفرط، ولم تطبق هذه المعايير على المملكة في هذا العام بسبب عدم توافر المعلومات باستثناء معيار المساواة بين الجنسين التتمة في ص18 الذي وضع المملكة في المركز الثامن والعشرين بعد المائة بين دول العالم، وهو مركز لا يتلوها فيه إلا اليمن وعدد محدود من دول إفريقيا، وكان أحد الأسباب التي أدت إلى تخفيض ترتيب المملكة درجتين مقارنة بالعام الماضي، وبالرغم من هذا التقهقر إلا أن المملكة استطاعت أن تحظى بالمركز الخامس بين دول العالم من حيث التقدم في ترتيب معيار التنمية الإنسانية في خلال الخمس سنوات الماضية، ولعل ذلك كان مرتبطا بشكل أساسي بالارتفاع المضطرد في دخل البترول في السنوات القليلة الماضية. الدولة الأولى في مقياس التنمية الإنسانية في العالم هي النرويج التي يبلغ معدل العمر المتوقع فيها واحداً وثمانين عاماً، مقارنة بثلاثة وسبعين في المملكة، وعدد سنوات التعليم المتوقعة سبعة عشر عاماً مقارنة بأربعة عشر عاماً في المملكة ويبلغ معدل دخل الفرد في النرويج قرابة الستين ألف دولار أي أكثر من ضعف المعدل نفسه في المملكة كما أن النرويج تحتل المركز الخامس في مستوى المساواة بين الجنسين. التقرير مليء بالإحصائيات والأرقام، ولكن الأهم من هذا وذاك هي الدروس التي يمكن استنتاجها من مثل هذه الجداول والتي يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط هي ضرورة العمل على تخفيض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة باعتباره أحد أهم العناصر التي تؤثر على معدل العمر المتوقع، وعلى تخفيض معدل التسرب من الصفوف الدراسية في المرحلة الثانوية والجامعية، وأخيراً العمل على الارتقاء بمستوى المساواة في الفرص والإمكانيات بين الجنسين حتى يصل الى مستوى لايضاهي النرويج أو هولندا التي تحظى بالمركز الأول في هذا المعيار، ولكن إلى مستوى يعادل الإمارات العربية المتحدة التي احتلت المركز الخامس والثلاثين في هذا المعيار أو ماليزيا التي حلت في المركز الخمسين. انني أتمنى أن يأتي اليوم الذي يضاهي فيه ترتيبنا في معيار التنمية الإنسانية مركزنا في تراتبية معدل الدخل للفرد وبذلك نستطيع أن نقول بصدق إن تنميتنا تستهدف البشر قبل الحجر. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain