نشر منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية بياناً تؤكد فيه أنه لم يحدث أي تغيير في موقف المنظمة من وضع القدسالمحتلة باعتبارها جزءًا من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 ليس كافيًا لإزالة ما خلفه بيانها الذي سبق وأن أدرجته على موقعها الإلكتروني الأربعاء الماضي واعتبرت فيه القدس عاصمة لإسرائيل لما خلفه البيان الأول من استياء وردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي، لا سيما وأنه لا يرقى إلى مستوى الاعتذار والتراجع عن موقف لم يكن أحد يتوقع أن يصدرعن واحدة من أبرز الوكالات الدولية المتخصصة المنبثقة عن الأممالمتحدة ، نظرًا لأن الهدف الرئيس لهذه الوكالة ليس الاعتراف بالدول وعواصمها ، وإنما هدفها المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية ، وذلك إلى جانب الحفاظ على المدن العالمية التراثية التي تعتبر القدس أبرزها لما تتعرض له من مخاطر الاندثار نتيجة مخططات التهويد التي تمارسها إسرائيل منذ الاحتلال بهدف محو هويتها العربية والإسلامية وطابعها التراثي الحضاري الذي يعود إلى أكثر من 4 آلاف عام ، وهي مهمة يبدو من الواضح فشل اليونسكو في القيام بها بالشكل المرجو في ظل استمرار المخططات الإسرائيلية لهدم الأحياء العربية والتعدي على المقابر الأثرية وإقامة الحدائق التوراتية محلها، والاستمرار في أعمال الحفريات والأنفاق تحت وبجوار الحرم القدسي الشريف في محاولات مكشوفة لهدمه وبناء ما يعرف بالهيكل الثالث على أنقاضه . لا شك أن إثارة مثل هذه المواضيع من قبل (اليونسكو) في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به القضية الفلسطينية حيث تتأهب فيه السلطة الوطنية الفلسطينية للتوجه للأمم المتحدة لطلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين المستقلة في المنظمة الدولية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشريف ، هذا التوقيت يثير التساؤل حول الدوافع الحقيقية وراء إصدار اليونسكو هذا البيان ، والهدف الحقيقي من وراء نشره في هذا الوقت بالذات ، وهو هدف من الواضح جدًا أنه لا يدعم بأي شكل حق الشعب الفلسطيني في الدولة الفلسطينية وفي القدس العربية التي أكدت قرارات الأممالمتحدة بكافة هيئاتها وأجهزتها أنها أرض محتلة .