ذكرت عكاظ (29 يونيو) أن حادثة انتحار فتاة أمريكية في المدينةالمنورة قادت إلى فضيحة مدوية، وما هي مدوية قياسا إلى حالات أخرى يشيب لها الصغير! يقول الخبر إن المياه العذبة لا تنقطع أبداً عن العمارة التي يملكها مدير عام المشاريع في مديرية المياه هناك. وإلى هنا (تنبلع)، لكن المثير أن سيادته لا يدفع ريالاً ولا قرشاً، فالمواسير ممتدة مباشرة من المصدر دون أن تمر على (عدّاد) يحسب الاستهلاك، كما (المفترض) مع خلق الله الآخرين الأقربين منهم والأبعدين. المنطق يقول إن هذه الحادثة وأمثالها غيض من فيض، وأن تجاوز الرسوم دون دفع ممارسة ليست بالجديدة، وأن ذوي النفوذ والجاه أقدر على فعلها من المواطن الغلبان الذي إن لم يدفع بالتي هي أحسن أو غير أحسن، فإن مصيره الحرمان من الخدمة دون تردد، لتبدأ بعدها رحلة من المعاناة لحين إعادة الخدمة أياً كانت. والمتأمل للحسابات الختامية التي تنشرها بعض شركات الخدمات الأساسية يلاحظ في خانة الديون المعدومة أو المشكوك في تحصيلها مبالغ مذهلة كبيرة، دون أن يتم توضيح الأسباب المؤدية إلى ذلك الحال مع أن الشركات تملك قرار فصل الخدمة عمن لم (يدفع) أو تأخر في الدفع عن اليوم الموعود. ولهؤلاء تستمر الخدمات تماماً كاستمرار الماء في عمارة صاحبنا هذا، ولن يجرؤ أحد على قطعها مهما بلغت الفاتورة المتراكمة وازدادت الأصفار على اليمين! ومن المؤكد كذلك أن هذه الشركات نفسها تُصاب باختلال في التوازن المالي جراء هذا الامتناع عن الدفع، فتراها متقهقرة لا يسد حاجتها إلا مزيد من القروض البنكية الربوية أو قروض وهبات من الحكومة . وعليه فالفضيحة أعلاه ليست بجلاجل ولا قلاقل، وإنما هي مجرد سوء استغلال للسلطة، وهي نموذج اقتدى بنماذج كثيرة أخرى ربما سمع عن بعضها وربما عايش بعضها بالفعل بحكم قربه من المعلومة الموثقة والخبر الأكيد. يا هيئة مكافحة الفساد (شدي حيلك) شداً قوياً حذراً حتى لا يصاب بالملل من كثرة القضايا والرزايا والبلايا، فينقطع ويولي الجمع هاربين!!
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain)