رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    بوتين: روسيا ستُدخل الصاروخ الباليستي الجديد «أوريشنيك» في القتال    روبن نيفيز يُحدد موعد عودته    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    الأهلي ينتصر على الفيحاء بهدف رياض محرز    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    القبض على شخصين بتبوك لترويجهما مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    حلول ذكية لأزمة المواقف    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهد العصيمي: فتيات وقعن في حبائل «الرذائل» بسبب تعبير رؤيا خاطئ!!
نشر في المدينة يوم 15 - 07 - 2011

رفض أشهر معبري الرؤيا ومفسري الأحلام في المملكة، والأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور فهد بن سعود العصيمي أن يوصف بالإخطبوط بول الألماني المشهور الذي لفت أنظار العالم في توقعه لمباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا، واعتبرها إساءة بالغة لا يقبلها، ونفى تمامًا أن يكون مشجعًا أهلاويًا، ولا يكن أي عداء للنادي الاتحادي، وقال: لا يهمني من يفوز ومن يخسر.. أشجع جميع الأندية السعودية، واعترف بأن ساحة تعبير الرؤى دخلها أناس تكسبوا منها وتاجروا فيها، وتسببوا في هدم بيوت، وتفريق أسر آمنة مستقرة بتعبير رؤى بشكل خاطئ، وأكد أنه معبر رؤى شرعي ومفسر أحلام يلتزم بضوابط الشرع، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرم المنهج الشرعي، وقال: إنه يلتزم بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في التعبير، وانه قد يتوقف عن التعبير إذا رأى في الرؤية شرًا أو شيئًا سلبيًا على صاحبها، لأن التعبير لا بد أن يكون بالخير، ورفض التشدد والتشاؤم، وحذر من التعبير على الملأ في قضايا الأمة الكبرى والحساسة، ووصف من ينزلقون في ذلك بالأمر الخطير، واعتبر الرقابة على المعبرين وتقييم أدائهم أمر مهم جدًا، وأن الملتقى الأول لتعبير الرؤى الذي عقدته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الذي شارك فيه أشهر معبري الرؤى في المملكة انطلاقة نحو وضع لائحة تنظم عمل معبري الرؤيا، وطالب بميثاق شرف يلتزم به، بل يلزم كل معبري الرؤيا، ورفض أن يخرج أي معبر على برامج فضائية على الهواء مباشرة إلا من كان مؤهلًا لذلك، وكشف عن رؤى قام بتعبيرها معبرين غير مؤهلين تسببت في كوارث أسرية، وتشتيت شمل أسر، ووقوع نساء في مزالق خطيرة حطمت نساء وفتيات، «الرسالة» التقت العصيمي وأجرت معه الحوار التالي:
كيف ترى حال ساحة معبري الرؤية وتفسير الأحلام الآن؟ وهل دخلها من هم ليسوا أهلًا لها ممن أعطى صورة سلبية عن المعبرين؟
مما يحزن أي مهنة وليس مهنة معبري الرؤى وتفسير الأحلام فقط، دخول غير أهلها فيها، وولوج الدخلاء إليها، فتعبير الرؤى وتفسير الأحلام مهنة لم تكن معلومة في السلف، وإن كان التعبير ورد في كتاب الله وسنة رسول الله، فامتهان تعبير الرؤى وتفسير الأحلام علم، قد يكون فيه من يعلمونه ومن يتقنونه ومن يلتزمون ما ورد فيه، ومَن الله عليهم بفضله فيه، أو توجد فيه فئة أخرى لا علم لها، وقد تكون «دعية» وكل يدعي وصلًا لليلى، فالدخلاء على مهنة تعبير الرؤى وتفسير الأحلام، شأنه شأن الدخلاء على مهنة الطب أو الهندسة وغيرها، فهناك من يزعمون أنهم أطباء ويعالجون المرضي، وليس لهم في الطب ولا علومه، ووجد حديثًا من يعمل بالمحاماة وليس مؤهلًا علميًا ولا شرعيًا ولا يعرف بالنظم القضائية، ووجدنا المحللين الماليين الذين تسببوا في خسارة الناس في سوق الأسهم، وغيرها من المهن.
أدعياء تعبير
وكم تعتقدون نسبة الأدعياء الذين دخلوا في ساحة تعبير الرؤى أو امتهنوا تفسير الأحلام وهم ليسوا أهلًا لها؟
النسبة لا يمكن لأحد أن يحددها، في ظل غياب الإحصاءات عن العاملين في مجال تعبير الرؤى وتفسير الأحلام، ولكن لا يمكن أن ننكر، أنه دخل مهنة تعبير الرؤى وتفسير الأحلام أدعياء، ومن ليس لهم علم وغير المنضبطين شرعًا، ومن هم بضاعتهم مزجاة في هذه المهنة، ولكن دخلوها لهوى أو لشهرة أو لإغراض أخرى.
كنت من أوائل من وجهت له الدعوة لحضور الملتقى الأول لمعبري الرؤى ومفسري الأحلام الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية كيف كان هذا اللقاء المغلق على معبري الرؤية ومسؤولي الوزارة المختصين بهذا الأمر؟
- لقد شاركت في الملتقى الأول لوزارة الشؤون الإسلامية الخاص بمعبري الرؤى ومفسري الأحلام، وكان هدفه من خلال جدول أعماله والمشاركون فيه، بحث تنظيم ساحة تعبير الرؤية ومفسري الأحلام، وكيفية وضع تنظيم لها، وتنقيتها من الدخلاء، وما جرى فيه من أطروحات ونقاشات كان مثمرًا ومفيدًا، وأعتقد أنه خطوة مهمة في مجال ضبط ممتهني تعبير الرؤية.
ولكن يا دكتور اللقاء اقتصر على فئة أو شريحة محدودة ولم يتسع لأكبر عدد من المعبرين؟
من خلال حضوري للملتقى أستطيع أن أؤكد أنه تم دعوة أبرع وأمهر معبري الرؤية ومفسري الأحلام في المملكة، وكان الهدف التأصيل لهذا العلم، وضبط ساحته، وكما فهمت من المسؤولين عن الملتقى أنه فاتحة للقاءات وملتقيات أخرى سيكون لها ثمارها المهمة لضبط ساحة تفسير الرؤية ومعبري الأحلام.
ميثاق شرف
من خلال رؤيتك الشخصية وعملك في هذه المهنة ماذا تريد كمعبر رؤية ومفسر أحلام من هذه الملتقيات؟
- نحن في حاجة إلى تأسيس ميثاق شرف يقوم بتوقيعه كل معبر للرؤية الشرعية ومفسر للأحلام، ويلتزم به وينفذه ويتق الله فيما يقوله وفيما ينطق به، ولذلك كان الاتجاه في ملتقى الشؤون الإسلامية الأول في هذا الاتجاه، وأعتقد أنه خطوة لا بد أن تتبعها خطوات تصحيحية، وتأطير نظري إضافة إلى التزام في التطبيق العملي، وأنا واثق تمامًا من حرص معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في هذا الجانب، هو يريد تنظيم هذا الأمر وضبطه شرعًا، وأن يكون المعبر مؤهلًا علميًا وشرعيًا وملتزمًا بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ولكن هناك من قال إنه رفض حضور الملتقى لتحفظه على بعض الأشخاص الذين دعوا إليه وأنهم من غير المؤهلين؟
أرفض الحديث عن شخص بعينه، ولا علاقة لي بهذا، وكل ما أعلمه أن من دعوا للملتقى من أشهر معبري الرؤى، ولست مخولًا للرد عن الوزارة أو الحديث عنها، فأنا معهم في كافة الإجراءات التي يتخذونها لتنظيم ساحة تعبير الرؤى.
الحاجة الآن ماسة إلى صدور تنظيم للعاملين في الرؤى فلماذا التباطؤ؟
نعم هذا صحيح، ولكن أنا لست مع الاستعجال في إصدار لائحة أو تنظيم بشكل غير مقنن لا بد أن يصدر النظام بعد دراسته من كافة الأوجه.
تداخل الجهات
هناك جهات متعددة منوطة بمراقبة معبري الرؤى وتقييم أدائهم تشترك في اللجان المختصة بذلك في المناطق، ولكن لم تحد من ولوج المخالفين لساحة التعبير وتكسبهم المادي؟
أعتقد جازمًا أن أجهزة الدولة المنوطة بتقييم أداء المعبرين تقوم بدورها، وبأعمال مشهودة في مراقبة الأمور وتقييم الأداء، والضبط الشرعي لعمل المعبرين، وأتحفظ على كلمة «تداخل» الجهات ولكن أقول «تكامل» الجهات المختصة في ضبط الرؤية، فهناك عمل متكامل لأكثر من جهة في ضبط عمل مفسري الأحلام، ومراقبة منهجهم، والدليل على ذلك من يخرج عن المنهج أو يتجاوز يتم ضبطه.
وكيف ترى فاعلية دور لجان تقييم أداء معبري الرقية الشرعية وضبط المخالفين هناك من يقلل من هذا الدور بدليل وجود غير المؤهلين يعملون ومستمرون في التكسب بتعبير الرؤية؟
اختلف معك في ذلك، وأؤكد أن من يخرم المنهج الشرعي في التعبير يضبط، ومن يثبت عنه أنه يقوم بأمر غير شرعي يتم توقيفه وإحالته للجهات المختصة، وقد وجد من المعبرين من استغل تعبير الرؤية في أمور مفزعة، ومن خالف المنهج الشرعي، ومن كانت تعبيراته الخاطئة سببا في خراب وهدم بيوت آمنة مستقرة، ومن يبث التشاؤم بين الناس على عكس المنهج الشرعي، والسنة النبوية واضحة للمعبرين وصريحة، وعلى المعبر أن يختار أرفق المعاني في تعبير الرؤية لمن يسأله عن رؤية معينة.
هناك رؤى تتعلق بقضايا الأمة أو مسائل عامة أو أمور ذات أهمية كبرى تتجاوز نطاق الشخص والأسرة إلى قضايا الوطن، هل يعبرها الرائي لمن رآها على الملأ أو في المجالس التي تضم الكثيرين؟
لا يسوغ للمعبر المعروف والمعتمد والمشهور أن يعبر على الملأ الرؤى التي يدرك من دلالاتها أنها تختص بقضايا عامة أو أمور ومسائل حساسة، فالرؤية ذات الدلالة العامة لا يتم تعبيرها على الملأ، خاصة إذا كانت رموزها تدل على أن هناك شرًا ما أو شيئًا غير طيب سيحدث، لأن هذا يثير البلبلة وضد الأمن والاستقرار.
مراقبة الأداء
وما الحل تجاه من يخرجون عن الضوابط والمعايير الشرعية الخاصة بتعبير الرؤى؟
أن تكون هناك مراقبة أوسع للمعبرين، وأن يراقب أداء من ترد عنه ملاحظات أو يثبت أنهم يخترمون المنهج الشرعي، وأنا أعددت بحثًا علميًا عن «آداب مهنة معبر مفسر الأحلام..نموذجًا» وأوردت فيه كثير من المسائل والقضايا الحساسة التي إذا تعرض لها المعبر عليه أن يلتزم بالضوابط، وتناولت الأخلاق التي يجب على المعبرين الالتزام بها، وأبرزها الالتزام بالضوابط الشرعية والآداب والأخلاقيات العامة، لأنني رأيت بعض المعبرين ممن يخرجون في وسائل الإعلام يفزعون الناس بتعبير رؤاهم، ويوقعون الطلاق بين الأزواج وهذا شر كبير، وقبل إجراء الحوار معي بقليل جاءت لي رسالة عبر الجوال SMS لزوجة تقول فيها: لقد طلقت من زوجي بسبب ظني المجرد ومعبر رؤيا فسر لي رؤاي بشكل فاقم شكوكي في زوجي، وعلمت القصة من صاحبة الرسالة أنها رأت رؤيا لها دلالات معينة وقام أحد المفسرين للأحلام بتفسيره لها بشكل معين ضاعف الشكوك والظنيات المبنية على الحلم وكانت النتيجة الطلاق، واتصلت بي امرأة خليجية قالت: «أقسم بالله إن أختي تخرج يوميًا من بيتها كل يوم مع رجل في الحرام، لأن معبر الرؤى قال لها في تفسير حلم لها إنها لن تتزوج في الحلال، فحصلت لها إخفاقات كبيرة، وانتهت إلى هذه التصرفات المشينة بعد أن تخمر في عقلها أنها لن تتزوج في الحلال، فسلكت طريق الحرام والسقوط في مستنقع الرزيلة مع رجال في الحرام» «..والله إنني بكيت ممن يخربون البيوت ويوقعون النساء في الرذائل بسبب تعبيرات لرؤى خاطئة وتفسيرات أحلام مدمرة.
معظم من يقومون بتعبير الرؤى ويفسرون الأحلام من الشرعيين أو من لديهم دراسات شرعية، وهناك عدد ليس بقليل من المعبرين من الأئمة والخطباء، ومن ثم فإن هؤلاء يعرفون الضوابط الشرعية والمنهج الشرعي، فلماذا يقعون في هذه الأخطاء؟
-تعبير الرؤيا وتفسير الأحلام لا يقوم به أي شخص، وليس كل شخص مؤول له، ولقد استدعيت من إدارة المساجد بوزارة الأوقاف الكويتية لإلقاء دورة في تغبير لخطباء وأئمة المساجد بدائرة حولي، واستجبت وألقيت دورة متخصصة على المشاركين فيها، ووجدت من خلال لقاءاتي مع حضور الدورة خرم للمنهج الشرعي في تعبير الرؤى وتفسير الأحلام، وخاصة فيما يتعلق بفقه الرؤية الشرعية، ووجدت حجبًا للكثير من الأشياء لدى عدد منهم، فهناك من يفسر أشياء بأنها مجلبة للوهم، أو تعبير أمور بأنها ضارة، ووجدت من المسلمات لدى بعضهم أن يوقعوا التعبير عن ضار، فقلت لهم ما يسد فقركم بالسنة، واستشهدت بما جاء عن رسول الله لما عبرت عائشة رؤيا المرأة التي رأت سارية بيتها تسقط والغلام الأعور، وأن الرسول يعبر لها رؤياها خيرًا، ولما جاءت المرأة في المرة الثالثة ولم تجد الرسول، ووجدت عائشة، وقصت عليها رؤيتها، فقالت لها عائشة: إن صدقت رؤيتك فسيموت زوجك، وستلدين غلامًا فاجرًا، وهنا دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال لعائشة: إذا عبرتم الرؤية لمسلم فعبروها على الخير، فهذا منهج رسول الله لكل معبري الرؤية عبروا الرؤيا على الخير.
تعبير الخير
ولماذا لا نجد من يلتزمون بالمنهج النبوي في التعبير؟ وهل من يعبرون بالشر والوهم يخرمون المنهج الشرعي؟
كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن التعبير يجب أن يكون على الخير، وعلى المعبر والمفسر للأحلام أن يبحث عن أوجه الخير، ولا يعبر عن الشر أو ما فيه شر لمن رأى الرؤيا أو الحلم.
وإذا لم يكن في الرؤيا إلا دلالات الشر أو عدم الخير هل يستمر في تفسيرها؟
إذا وجد دلالات شر في الرؤية عليه أن يتوقف عن التعبير ويلتزم في ذلك بما ورد عن رسول الله في الرؤيا السيئة أن يتعوذ منها ويتفل عن يساره ثلاث، وإذا كان نائمًا على جنبه الأيسر ينقلب وينام على الأيمن، وأن لا يخبر بها أحدًا غيره، وأن يقوم ويتوضأ ويصلي ركعتين، هذه السنة يجب على المعبرين إيضاحها للناس، فإذا رأى أحدهم رؤيا سيئة يلتزم بما ورد عن رسول الله ولا يقصها على أحد.
وماذا تعني دلالات الألفاظ والأماكن في تعبير الرؤية؟
«التعبير» مشتق من العبور، والإنسان يعبر من خلال الألفاظ إلى السر المكنون، فقد يعلم المعبر سرك المكنون، وما ينتظر مستقبل، أو ما تكنه ضرة لضرتها أو تجارة لتاجر، ومن هنا قد يتدخل لإفسادها إذا كان التاجر يضمر شرًا لمنافسه أو الضرة لضرتها.
رؤيا الهواء
المعبرون للرؤيا على الهواء هل لهم ضوابط وشروط؟ وهل يصلح أي معبر للخروج على الهواء مباشرة ويعبر الرؤيا؟
في أي برنامج على الهواء مباشرة لا بد أن يكون معبر الرؤيا مهيأ، ويملك المكنة التي تمكنه من التجاوب وتعبير الرؤى التي تعرض عليه، وينتقي بعناية الكلمات التي تعبر عن الرؤيا، ولا نريد أن نزكي أحدًا، ولكن لن يقبل صاحب قناة خروج أي معبر غير كفء على برنامج على الهواء، فلابد أن يجتاز عدة دورات، ويكون كفءًا، ويملك المؤهلات العلمية والشرعية، وهذا لا ينطبق على تعبير الرؤيا فقط، بل حتى على البرامج الرياضية لابد من المحلل الرياضي أن يكون كفءًا وملمًا بأصول اللعبة الرياضية، ويعرف نوعيات الجمهور المستهدف والتفاؤل والتشاؤم، ولا يتصادم مع الناس، بل حتى وجدنا الأطباء الذين كانوا يتحدثون حول أمراض ظهرت حديثًا مثل أنفلونزا الخنازير، أو أنفلونزا الطيور. من كان يتشدد ويؤزم ويصادم الناس، ويغلق جميع الأبواب في وجوههم، ويقول كلامًا ظهر بعد ذلك أنه منافٍ للحقيقة، ولكن ظهر آخرون بسطوا المعلومات حول المرض وطرق الوقاية بطريقة سهلة، وطمأنوا الجمهور. فخروج المعبر على برنامج على الهواء ليس سهلًا، لأنه سيواجه أناس من شرائح مختلفة ومن جنسيات مختلفة، ومن أمزجة مختلفة، ولابد أن يطور المعبر نفسه ويصقل مواهبه، فالتطوير مطلوب، والجهات الرقابية موجودة، وجميع البرامج تتابع ورقابة الناس شديدة جدًا على القنوات، ونحن عندما أسسنا قناة «الراية» وضعنا أسسًا لمراجعة البرامج، ومعايير لمن يخرج على الهواء ويواجه الناس، فأنت تعطي شخصًا مساحة على الهواء ليطل على الجمهور لا بد أن يكون قادرًا على المواجهة، حتى برامج الإفتاء التي تكون على الهواء مباشرة لا يخرج عليها أي طالب علم، وقد حدث بعض الخلل فوجدنا من يفتي بفتاوى شاذة وغير مألوفة ومصادمة للناس.
ولكن لا توجد الآن رقابة على البرامج، وخاصة البرامج المباشرة الرقابة تكون بعدية؟
أنا أثق في أجهزتنا الرقابية، ووزارة الإعلام تقوم بدورها، وهناك محاسبة لمن يخطئ أو يتصادم أو يحاول خرم المنهج الشرعي والمعبرون شأنهم شأن أي شخص يخالف الضوابط الشرعية، ولا أحد يصمت على الشر ولا يقبله ونحن في مجتمع ملتزم وهناك جهات مسؤولة شرعيًا، ومن يخلق القلق والهلع بين الناس لا بد أن يتعرض للمساءلة، ومن يخالف سنة رسول الله في التعبير لابد أن يحاسب، ومن يتسبب في تعبير رؤيا توقع ضررًا على أسرة لا بد أن يحاسب.
العصيمي في سطور:
- الدكتور فهد بن سعود العصيمي ينتسب إلى آل سلمي من قبيلة بني تميم.
- ولد في مدينة الرياض
- تخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم السنة وعلومها بتقدير عام جيد جدًا.
- حصل على الماجستير في علم اللغة التطبيقي، وكان بحثه بعنوان «الوسائل التعليمية في معاهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها»، وعلى الدكتوراه من الجامعة الأمريكية في لندن في مجال علم النفس، التخصص الدقيق: علم تفسير الأحلام، بتقدير عام ممتاز عام 1426 ه. عن «تعليم تفسير الأحلام، ومصطلحات حديثة ورؤية معاصرة».
- رشح وأوفد من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لحضور دورة «المهارات القيادية: أدوات التحول إلى قائد تطويري» بالقاهرة أغسطس 2008م.
-عمل بالتدريس في وزارة المعارف من عام 1408ه إلى عام 1417 ه.ثم انتقل للتدريس في جامعة محمد بن سعود الإسلامية، في معهد تعليم اللغة العربية بالرياض.
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في معهد تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها
- عمل وكيلًا لقسم اللغة العربية والعلوم الإسلامية في المعهد.
- المشرف العام على موقع www.22522.com على شبكة الإنترنت، منذ عام 2001 وهو أول موقع من نوعه يختص بتفسير الأحلام وفق منهج شرعي.
- أسس وأنشأ قناة الراية الفضائية.
- عضو بالجمعية السعودية للزواج والخدمات الإنسانية.
- عضو بالجمعية السعودية الخيرية للتوحد.
- عضو في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (جمعية إنسان).
المشاركات العلمية:
شارك في العديد من المؤتمرات والملتقيات العلمية منها:
- مؤتمر «أخلاقيات المهنة في عصر العولمة»
- ورشة عمل «استخدام التقنية في تدريس المواد الإسلامية والعربية والمساندة»بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن
- «ملتقى إعلاميي الرياض» للحديث عن تفسير الأحلام من الناحيتين العلمية والدينية وأبعادها.
- اللقاء الأول لمعبري الرؤى والأحلام الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية.
- ملتقى القنوات الفضائية الهادفة الثاني.
-برنامج الأحلام والذي يعرض مرتين أسبوعيًا يومي الأحد والثلاثاء على قناة الراية.
- برنامج على الهواء في قناة mbc بعنوان «الأحلام» أسبوعي.
الكتب والإصدارات:
- كتاب تعبير الرؤيا مصطلحات معاصرة أسئلة وأجوبة، وهو أول كتاب يفسر ويوضح نظرية تعبير الأحلام، ويوضح مراحل تعبير الرؤيا من خلال الرسومات التوضيحية.
- كتاب «50 تدريبًا لتعلم تفسير الرؤى» أول عمل من نوعه في المكتبة العربية والإسلامية.
- كتاب «من رؤى الشعوب في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله».
- كتاب غرائب الرؤى والأحلام دراسة نقدية طبية مقارنة
- شريط كاسيت عن الرؤى والأحلام.
- سيصدر له قريبًا كتاب جديد في آداب الرؤى الضارة (وهو الآن في مراحله الأخيرة)، وكتاب في آداب وضوابط التعبير والمعبرين (وهو الآن في مراحله الأخيرة).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.