أكره البياض!! لا تستهويني رؤية الصفحة بيضاء أمام ناظري لا أتمالك نفسي!! ومن الغيظ أمارس الشخبطة عليها بأي كلام!! هكذا قالت علا حجازي أو هكذا قرأت منسوبًا لها. لا غرابة في ذلك لأن علا حجازي فنانة مسكونة (بالبراءة) والطفولة والعفوية والبياض هكذا تؤكد معطياتها الفنية ورؤاها من خلال كم هائل من المشاركات المحلية والدولية. تتكئ علا على ذاكرة تختزل ملامح ومعطيات الطفولة بكل عذوبة وعفوية وتلقائية المرحلة!! ومن هنا جاءت أعمالها وقد توشحت بمفردات وعناصر وشخصنة الطفولة بكل اتجاهها نحو الشفافية والوضوح!! تستدعي علا كل الذكريات الماضية لتلك المرحلة الموغلة بالصفاء وتستدرجها كي تقوم بتوظيفها بما يخدم الفكرة ويؤكد التوجه لهذه الفنانة المسكونة بالحراك والديناميكية، كما أن لعلا فلسفتها الخاصة مع اللون وما حكايتها مع الألوان الحارة والدافئة إلا مسار يؤكد نزعتها للحراك والركض بكل حيوية وحماس. للون الأحمر حضور قوي في معطيات علا، كما أن له مكانة خاصة وله أيضًا حكايات لا تنتهي في أطروحاتها، وقد تعمد إلى تكثيف اللون في جدار اللوحة وممارسة الحفر (الجرافيك) أو (العبث) (والشخبطة) كما تقول من خلال أداة حادة أو خلافه لتجعل منها حائطًا تمارس من خلاله طرح عناصرها ومفرداتها بما يتلاءم مع الفكرة والمضمون وبما يتعايش مع المرحلة!! لدى علا نزعة قوية للمغامرة والجرأة والمستندة على ثقافة بصرية وتقنية اكتسبتها من خلال معايشة كم هائل من المعارض والمتاحف وورش العمل هنا وهناك، مما أوجد لديها أرضية خصبة قابلة للتعايش واستلهام الجديد وتوظيفه وفق رؤى وتقنيات علا حجازي بكل شواهد حضورها واتساع رقعة انتشارها!! تتجه علا في مسارها للحياة بصفائها وللطفولة ببراءتها وذكرياتها وتستلهم من كل ذلك مفردات وحكايا تستدعي الجمال من خلال توظيف اللون وتطويعه بما يجعل المشاهد أمام سمفونية لونية جذابة تتميز هذه الفنانة، كما أسلفت، بسعيها الدؤوب على الانتشار بوعي وإدراك متسلحة بخبرات وتراكمات وتجارب عدة اكتسبتها من خلال مشوارها الطويل مع هذا الحراك الجمالي.. شاركت في كم كبير من المعارض الفنية والفعاليات والسمبوزيومات، كما أنها أشرفت على العديد من ورش العمل ومراسم الأطفال وعايشت تعابير الطفولة والمراحل التي يمر بها يعتبر الطفل وعفوية طرحة وبما أتاح لها الفرصة للتعايش مع الأطفال وبساطة ألوانهم وعفوية تعابيرهم وتلقائيتهم المحببة. تحية لهذه الفنانة التي تعيش لترسم!!