* في أول خطاب له بعد انتخابه رئيسًا للبرلمان التركي، قال السيد جميل جيجك: «إن من أُولى مهام البرلمان صياغة دستور جديد لتركيا، وحل المسألة الكردية.. وإن البرلمان يجب أن يكون قلب الديموقراطية.. وأن نجعل أيدينا أداة مصافحة لا أداة قتال». * وفي خطابه أمام البرلمان التركي، عند تقديم تشكيلة الحكومة الجديدة، قال السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء: «إن أهم شيء تتوقعه أمتنا هو دستور جديد.. وإنه اتّخذ وسيتخذ خطوات لحل المسألة الكردية.. فشعارنا هو ديموقراطية أكثر وحقوق، وحرية أكثر؛ لأننا جميعًا تركيا». * هذه التصريحات لأهم شخصيتين سياسيتين اعتباريتين في سن القوانين وتنفيذها في الجمهورية التركية، تدلل على أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي ينتمي إليه أيضًا رئيس الجمهورية يسعى إلى استثمار اللحظة التاريخية التي حققها في صناعة تاريخ جديد للأتراك. فمن المعروف أن تركيا كانت من أسوأ دول العالم في سجلها الإنساني والحقوقي، والذي مثله باقتدار الفيلم السينمائي «قطار الشرق السريع» في الثمانينيات الميلادية الماضية، حيث انتشر الفساد في أرجاء الدولة، وكانت المسألة الكردية في أسوأ حالاتها، وهو ما دفع العالم خاصة أوروبا وأمريكا إلى مطالبة الحكومات التركية السابقة بحل تلك الإشكالات، ووضع نهاية لها. * وكانت تلك الانتهاكات عائقًا مباشرًا في عدم انضمام تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يشكّل اليوم تحديًا مباشرًا لحكومة أردوغان، ولحزب العدالة والتنمية، رغم أنهما -أي أردوغان وحزبه الحاكم- خففا خلال السنوات الماضية كثيرًا من القيود التي كانت تكبّل »الحرية»، ومن ذلك السماح للأكراد باستخدام لغتهم، وإنشاء قناة فضائية بعد أن كانت من المحرّمات. بل إن متعاطفين ومنتمين للأكراد وصلوا في الانتخابات الأخيرة إلى البرلمان، ولهم حزب سياسي يتعاطف معهم هو حزب «السلام والديموقراطية» (BOP) في سابقة لم تشهدها الساحة السياسية التركية منذ تأسيس الجمهورية. * التحديات التي تواجه حكومة أردوغان الداخلية كبيرة، ولكن ومن خلال تجربة وأداء الفترتين السابقتين منذ عام 2002م أثبت حزب العدالة والتنمية ذكاءه السياسي، ونزاهة مقاصده وهو ما رفع أسهمه كثيرًا بين المواطنين الأتراك، وجعله يكتسح الانتخابات الأخيرة، ولكنه بحاجة إلى أصوات أحزاب أخرى سواء من حزب الشعب الجمهوري (CHP)، أو من السلام والديموقراطية ليضمن تمرير إصلاحاته القادمة، وتحديدًا فيما يتعلق بالمسألة الكردية، وصياغة دستور جديد. * هذه التحولات الديموقراطية والاقتصادية التي تشهدها تركيا تقابلها أحداث وزلازل مخيفة في المنطقة بإجمالها، فاليونان الجارة الغربية لتركيا تشهد أسوأ فترات عمرها الاقتصادي الذي أوصلها إلى حافة الإفلاس، وسوريا، والعالم العربي المحيط الجنوبي لتركيا يشهد ثورات، ودماء، وانتهاكات لم يسبق لها مثيل. وهو ما يثير العديد من التساؤلات: هل (المشكلة والحل) في الرجال؟ أم في النظام؟ أو في القوانين؟ أم في البيئة الحاضنة.. المنتجة؟ ولماذا تشهد المنطقة تحوّلات إيجابية وناجحة في تركيا، بينما تفشل في مناطق أخرى قريبة منها؟ فاكس: 6718388 - جدة [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (10) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain